الكابتن / يحيى يحيى طـــه Admin
المساهمات : 2600 تاريخ التسجيل : 24/04/2008
| موضوع: أسماء الله الحسنى ومعانيها 2 الأحد يناير 23, 2011 7:22 am | |
| التواب التوبة لغويا بمعنى الرجوع ، ويقال تاب وأناب وآب ، فمن تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة ، ومن تاب طمعا في الثواب فهو صاحب إنابة ، ومن تاب مراعاة للأمر لا خوفا ولا طمعا فهو صاحب أوبة والتواب في حق الله تعالى هو الذي يتوب على عبده ويوفقه إليها وييسرها له ، ومالم يتب الله على العبد لا يتوب العبد ، فابتداء التوبة من الله تعالى بالحق ، وتمامها على العبد بالقبول ، فإن وقع العبد في ذنب وعاد وتاب إلى الله رحب به ، ومن زل بعد ذلك وأعتذر عفي عنه وغفر ، ولا يزال العبد توابا ، ولا يزال الرب غفارا وحظ العبد من هذا الاسم أن يقبل أعذار المخطئين أو المذنبين من رعاياه وأصدقائه مرة بعد أخرى -------------------------------------------------------------------------------- المنتقم النقمة هي العقوبة ، والله المنتقم الذي يقسم ظهور الطغاة ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال ، فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن في المعصية فلم يستوجب غاية النكال في العقوبة والله يغضب في حق خلقه بما لا يغضب في حق نفسه ، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه فى خاص حقه ، فإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم ، وعن الفضل أنه قال : من خاف الله دله الخوف على كل خير -------------------------------------------------------------------------------- العفو العفو له معنيان الأول : هو المحو والإزالة ، و العفو في حق الله تعالى عبارة عن إزالة أثار الذنوب كلية فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين ، ولا يطالبه بها يوم القيامة وينسيها من قلوبهم كيلا يخجلوا عند تذكرها ويثبت مكان كل سيئة حسنة المعنى الثاني : هو الفضل ، أي هو الذي يعطى الكثير ، وفى الحديث : ( سلوا الله العفو و العافية ) والعافية هنا دفاع الله عن العبد ، والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ، أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ، وبذلك صرف أذاك عنهم وأذاهم عن وحظ العبد من الاسم أن يعفو عمن أساء إليه أو ظلمه وأن يحسن إلى من أساء إليه -------------------------------------------------------------------------------- الرءوف الرءوف في اللغة هي الشديد الرحمة ، والرأفة هي نهاية الرحمة ، و الرءوف في أسماء الله تعالى هو المتعطف على المذنبين بالتوبة ، وعلى أوليائه بالعصمة ، ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته ، وإن عصمته عن الزلة أبلغ في باب الرحمن من غفرانه المعصية ، وكم من عبد يرثى له الخلق بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو في الحقيقة في نعمة تغبطه عليها الملائكة وقيل أن نبيا شكى إلى الله تعالى الجوع والعرى والقمل ، فأوحى الله تعالى إليه : أما تعرف ما فعلت بك ؟ سددت عنك أبواب الشرك . ومن رحمته تعالى أن يصون العبد عن ملاحظة الأغيار فلا يرفع العبد حوائجه إلا إليه ، وقد قال رجل لبعض الصالحين ألك حاجة ؟ فقال : لا حاجة بى إلى من لا يعلم حاجتى . والفرق بين اسم الرءوف والرحيم أنه تعالى قدم الرءوف على الرحيم والرأفة على الرحمة . وحظ العبد من اسم الرءوف أن يكثر من ذكره حتى يصير عطوفا على الخاص والعام ذاكرا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء , و من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة -------------------------------------------------------------------------------- مالك الملك من أسماء الله تعالى الملك والمالك والمليك ، ومالك الملك والملكوت ، مالك الملك هو المتصرف في ملكه كيف يشاء ولا راد لحكمه ، ولا معقب لأمره ، والوجوم كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى ، هو الملك الحقيقي المتصرف بما شاء كيف شاء ، إيجادا وأعدتما ، إحياء وأماته ، تعذيبا وإثابة من غير مشارك ولا ممانع ، ومن أدب المؤمن مع اسم مالك الملك أن يكثر من ذكره وبذلك يغنيه الله عن الناس وروى عن سفيان بن عينه قال: بين أنا أطوف بالبيت إذ رأيت رجلا وقع في قلبي أنه من عباد الله المخلصين فدنوت منه فقلت: هل تقول شيئا ينفعني الله به؟ فلم يرد جوابا، ومشى في طوافه، فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل الحجر فجلس، فجلست إليه فقلت: هل تقول شيئا ينفعني الله به؟ فقال: هل تدرون ما قال ربكم: أنا الحي الذي لا أموت هلموا أطيعوني أجعلكم ملوكا لا تزولون، أنا الملك الذي إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون -------------------------------------------------------------------------------- ذو الجلال والإكرام ذو الجلال والإكرام اسم من أسماء الله الحسنى، هو الذي لا جلال ولا كمال إلا وهو له ، ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهى صادرة منه ، فالجلال له في ذاته الكرامة فائضة منه على خلقه، وفى تقديم لفظ الجلال على لفظ الإكرام سر ، وهو أن الجلال إشارة إلى التنزيه ، وأما الإكرام فإضافة ولابد فيها من المضافين ، والإكرام قريب من معنى الإنعام إلا أنه أحص منه ، لأنه ينعم على من لا يكرم ، ولا يكرم غلا من ينعم عليه ، وقد قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مارا في طريق إذ رآه إعرابيا يقول : ( اللهم إني أسألك باسمك الأعظم العظيم ، الحنان المنان ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه دعى باسم الله الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أجاب ) ، ومتى أكثر العبد من ذكره صار جليل القدر بين العوالم ، ومن عرف جلال الله تواضع له وتذلل -------------------------------------------------------------------------------- المقسط اللغة تقول أقسط الإنسان إذا عدل، وقسط إذا جار وظلم ، والمقسط في حق الله تعالى هو العادل في الأحكام ، الذي ينتصف للمظلوم من الظالم، وكاله في أن يضيف إلى إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والإنصاف، ولا يقدر عليه إلا الله تعالى، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحديث بينما رسول الله جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه ، فقال عمر: بأبي أنت وأمي يارسول الله ما الذي أضحكك؟ قال: رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما ( ياربى خذ مظلمتي من هذا ) فقال الله عز وجل: رد على أخيك مظلمته، فقال ( ياربى لم يبق من حسناتي شيء) فقال عز وجل للطالب: (كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟) فقال ( ياربى فليحمل عنى أوزاري ) ثم فاضت عينا رسول الله بالبكاء، وقال: ( إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس أن يحمل عنهم أوزارهم) قال فيقول الله عز جل _ أي للمتظلم _ ( أرفع بصرك فانظر في الجنان )، فقال (ياربى أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ،لأي نبي هذا ؟ أو لأي صديق هذا؟ أو لأي شهيد هذا ؟ ) قال الله تعالى عز وجل ( لمن أعطى الثمن ) فقال ياربى ومن يملك ذلك؟ قال :أنت تملكه، فقال: بماذا ياربى؟ فقال بعفوك عن أخيك، فقال: ياربى قد عفوت عنه،قال عز وجل: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، فإن الله يعدل بين المؤمنين يوم القيامة -------------------------------------------------------------------------------- الجامع تقول اللغة إن الجمع هو ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، ويوم الجمع هو يوم القيامة ، لأن الله يجمع فيه بين الأولين والآخرين ، من الأنس والجن ، وجميع أهل السماء والأرض ، وبين كل عبد وعمله ، وبين الظالم والمظلوم ، وبين كل نبي وأمته ، وبين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعصية الله الجامع لأنه جمع الكاملات كلها ذاتا ووصفا وفعلا ، والله الجامع والمؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات ، والمتماثلات مثل جمعه الخلق الكثير من الأنس على ظهر الأرض وحشره إياهم في صعيد القيامة ، وأما المتباينات فمثل جمعه بين السموات والأرض والكواكب ، والأرض والهواء والبحار ،وكل ذلك متباين الأشكال والألوان والطعوم والأوصاف ، وأما المتضادات فمثل جمعه بين الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، والله الجامع قلوب أوليائه إلى شهود تقديره ليتخلصوا من أسباب التفرقة ، ولينظروا إلى الحادثات بعين التقدير، إن كانت نعمة علموا أن الله تعالى معطيها ، وإن كانت بلية علموا أنه كاشفها الجامع من العباد هو من كملت معرفته وحسنت سيرته ، هو من لا يطفئ نور معرفته نور ورعه ، ومن جمع بين البصر والبصيرة -------------------------------------------------------------------------------- | |
|