الأبطال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بألف خير مرحباً بالجميع لزيارة منتدانا
الأبطال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بألف خير مرحباً بالجميع لزيارة منتدانا
الأبطال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأبطال

القرآن الكــريم / المكتبة الإسلامية / طب رياضي / التغذية والصـحة / برامج تدريب ـ تخسيس ـ ثقافة رياضية / ثقافة عامة
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإمام أحمد بن حنبل 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكابتن / يحيى يحيى طـــه
Admin
الكابتن / يحيى يحيى طـــه


المساهمات : 2600
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الإمام أحمد بن حنبل 3 Empty
مُساهمةموضوع: الإمام أحمد بن حنبل 3   الإمام أحمد بن حنبل 3 Emptyالأحد ديسمبر 05, 2010 5:50 pm

فقال المعتصم: احبسوه، فحُبِسَ وتفرَّقَ الناس.
فلمَّا كان مِنَ الغد جلس المعتصم مجلسه على كرسيه وقال: هاتوا أحمد بن حنبل، فاجتمع الناس، وسُمعت لهم ضجة في بغداد، فلمَّا جيء به وقف بين يديه والسيوف قد جُردت، والرماح قد ركزت، والأتراس قد نُصبت، والسياط قد طرحت، فسأله المعتصم عمَّا يقول في القرآن ؟
قال: أقول: غير مخلوق.
وأحضر المعتصم له الفقهاء والقضاة فناظروه بحضرته في مدة ثلاثة أيام، وهو يناظرهم ويظهر عليهم بالحُجج القاطعة، ويقول: أنا رجـل عَلِمتُ علماً ولم أعلم فيه بهذا، أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به.
وكلما ناظروه وألزموه القول بخلق القرآن يقول لهم: كيف أقول ما لم يُقـل ؟ فقال المعتصم: قهرنا أحمد.
وكان من المتعصبين عليه محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم، وأحمد بن دُوَاد القاضي، وبشر المريسي، وكانوا معتزلة قالوا بخلق القرآن، فقال ابن دُوَاد وبشر للخليفة: اقـتله حتى نستريح منه، هذا كافر مُضِـل.
فقال: إني عاهدتُ الله ألا أقـتله بسيف ولا آمر بقـتله بسيف، فقالا له: اضربه بالسياط، فقال المعتصم له: وقرابتي من رسول الله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ لأ ضربنَّك بالسياط أو تقول كما أقول، فلم يُرهبه ذلك، فقال المعتصم: أحضروا الجلادين، فقال المعتصم لواحد منهم: بكم سوطٍ تـقـتله ؟
قال: بعشرة، قال: خذه إليك، فأُخْرِجَ الإمام أحمد من أثوابه، وشُدَّ في يديه حبلان جديدان، ولمَّا جيء بالسياط فنظر إليها المعتصم قال: ائـتوني بغيرها، ثم قال للجلادين: تقدموا، فلمَّا ضُرِبَ سوطاً..
قال: بسم الله، فلمَّا ضُرِبَ الثاني قال: لا حول ولا قوةً إلاَّ بالله، فلمَّا ضُرِبَ الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، فلمَّا ضُرِبَ الرابع قال: { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا } [ التوبة: 51 ].
وجعل الرجل يتقدَّم إلى الإمام أحمد فيضربه سوطين، فيحرضه المعتصم على التشديد في الضرب، ثم يـتنحَّى، ثم يتقدَّم الآخر فيضربه سوطين، فلمَّا ضُرِبَ تسعة عشر سوطاً قام إليه المعتصم فقال له: يا أحمد علام تقتـل نفسك ؟ إني والله عليك لشفيق.
قال أحمد: فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال: تريد أنْ تغلب هؤلاء كلهم ؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك ! الخليفة على رأسك قائم، وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي اقـتله، وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين: إنه صائم وأنت في الشمس قائم، فقال لي: ويحك يا أحمد ما تقول ؟ فأقول: أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به.
ثم رجع الخليفة فجلس ثم قال للجلاد: تقدمَّ، وحَرَّضه على إيجا عه بالضرب.
قال الإمام أحمد: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أُطلِقت عنِّي، فأتوني بسويق فقالوا لي: اشرب وتـقيأ، فقلت: لستُ أُفطر، ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم، فحضرتُ صلاة الظهر، فـتقدَّم ابن سماعة فصلى، فلمَّا أنفتل من الصلاة قال لي: صليتَ والدمُ يسيل في ثوبك، فقلت له: قد صلَّى عمر ــ رضي الله عنه ــ وجرحه يسيل دمـاً.
ولمَّا ولِّيَ الواثق بعد المعتصم، لم يتعرض للإمام أحمد بن حنبل في شيء إلاَّ أنَّـه بعث عليه يقول: لا تساكنِّي بأرضٍ، وقيل: أمره أنْ لا يخرج من بيتـه، فصار الإمام أحمد يختفي في الأماكن، ثم صار إلى منزله فاختـفى فيه عدة أشهر إلى أنْ مات الواثق.
وبعد ذلك تولَّى الخلافة المتوكل بعد الواثق، فقد خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد، وطعن عليهم فيما كانوا يقولونه من خلق القرآن، ونهى عن الجدال والمناظرة في الأداء، وعاقب عليه، وأمر بإظهار الرواية للحديث، فأظهر الله به السُـنَّـة، وأمات به البدعة، وكشف عن الخلق تلك الغُمَّـة، وأنار به تلك الظُلمة، وأطلق من كان اعـتُـقِـلَ بسبب القول بخلق القرآن، ورفع المحنـة عن الناس.
*
قال أحد الجلادين بعد أن تاب: لقد ضربت الإمام أحمد ( 80 ) جلدة، لو ضربـتُها في فيل لسقـط.
فَرَحِمَ اللهُ هذا الإمام الجليل أحمد بن حنبل، الذي ابتُـليَ بالضرَّاء فصبر، وبالسرَّاء فشكر، ووقف هذا الموقف الإيماني كأنـه جبلٌ شامخ، تـتكسَّرُ عليه المِحَنْ، وضَرَبَ لنا مثـلاً في الثبات علـى الحـق...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almosare.yoo7.com
 
الإمام أحمد بن حنبل 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأبطال :: الفئة الأولى :: المكتبة الإسلامية-
انتقل الى: