صحيفة أميركية الموت أو الهجرة مصير مسلمي إفريقيا الوسطى
مفكرة الإسلام : تساءلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية "هل سيبقى المسلمون في أفريقيا الوسطى بعد الهجمات التي يتعرضون لها في البلاد من عمليات نهب وسرقة وقتل وحشي واسع النطاق؟ وهو ما قد يجبر المسلمين على الهروب خاصة مع عجز السلطات عن حمايتهم".
وحذر دبلوماسيون فرنسيون مؤخرًا من حدوث فوضى وإبادة جماعية في أفريقيا الوسطى على غرار ما حدث في رواندا.
ومؤخرًا نقلت طائرات أمريكية قوات حفظ السلام الأفريقية من رواندا وبوروندي لأفريقيا الوسطى؛ لمحاولة منع البلاد من الانزلاق للحرب الأهلية.
وأجبرت قوات حفظ السلام مقاتلي سيليكا (المسلمين) على الخروج من العاصمة بانغي في ديسمبر الماضي؛ ما أطلق العنان لموجة دموية من قتل المسلمين لازالت خارج السيطرة.
وتتحدث تقارير إعلامية عن مقتل أكثر من 70 شخصًا اليوم ، الأمر الذي يهدِّد بقاء المسلمين في أفريقيا الوسطى، الأمر الذي يجعلهم بين نارين؛ الموت أو الفرار.
وقال مدير الطوارئ في منظمة "هيومان رايتس ووتش" بيتر بوكارت: إن أكثر من 1000 شخص قتلوا منذ الإطاحة برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى العام الماضي، حيث اندلعت حرب طائفية شردت الملايين، وأصبح المسلمون هدفًا للميليشيات "المسيحية" التي تتجول في البلاد، وتجبرهم على الرحيل أو تقتلهم بدم بارد.
وكان بوكارت ينقل مشاهداته إثر زيارة قام بها للعاصمة بانغي وما تشهده من عمليات ذبح وملاحقة للمسلمين هناك، قائلًا: "بعد أن اخرجت جماعات السيليكا من حي المسلمين، وصلت مئات من الجماعات المسيحية، وطردوا من تبقى في الحي من المسلمين، ونهبوا بيوتهم أو دمروها، حتى المسجد لم يسلم من تخريبهم، مرددين عبارات أن هذا البلد للمسيحيين فقط".
ويصف مدير الطوارئ في "هيومان رايتس ووتش"، سجل الموتى في مشرحة بانغي بأنه "يشبه فصلًا من فصول الجحيم في "كوميديا دانتي"، صفحة بعد صفحة، هناك أناس عُذبوا حتى الموت أو سُحلوا أو أُطلق عليهم الرصاص أو حُرقوا حتى الموت".
وقال بوكارت: "إن رائحة الجثث المتعفنة لا يمكن احتمالها، حيث لا يمكن دفن الجثث مباشرة بسبب كثرة أعداد القتلى، وخلال الربع ساعة التي استطعنا تحملها وسط الرائحة الكريهة والرعب تم إحضار جثتين لمسلمين قُطعتا تقطيعًا بالسواطير".
وأشار بوكارت إلى أن القوات الفرنسية تقوم بسحب السلاح من السيليكا، بينما يتردد أفرادها في التدخل لمنع عمليات القتل الانتقامي التي تقوم بها الجماعات "المسيحية" ضد المسلمين الذين أصبحوا عزلًا.