الأعمال بالخواتيم :
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
فلقد خلق الله الإنسان في أطوار مختلفة يرتقي من طور إلى طور ، ويقوى من مرحلة إلى مرحلة ، وينتقل من دار إلى دار. ينتقل من الأصلاب إلى الأرحام ، ومن الأرحام إلى الدنيا ، ومن الدنيا إلى القبر ومن القبر إلى الحشر ومن الحشر إلى الحساب ومن الحساب إلى الجنة أو النار فال تعالى :
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين # ثم جعلنا نطفة في قرار مكين # ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسون العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين # ثم إنكم بعد ذلك لميتون # ثم إنكم يوم القيامة تبعثون #
(( المؤمنون : 12 ــ 16 ))
وهذه الأطوار حقائق عظيمة تدل على عظمة المولى ، وتدل على قدرته وعلى وحدانيته وعلى تفرده بالخلق والإيجاد وتدل على أن له في كل شيء آية تدل على أنه واحد . ولقد أحسن القائل :
فيا عجباً كيف يعصي الإله أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
ويقول أبو نواس :
تأمل في رياض الأرض وانظر إلى آثار ماصنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداث هي الذهب السبيك
على قطب الزبر جد شاهدات بأن الله ليس له شريك
وقد حفظ الله الإنسان في جميع أطواره ، بل وأطعمه وسقاه وسخر له كل شيء ، وجعله خليفة في الأرض وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً ، وزانه بالعقل وفطرة على الإسلام . قال تعالى : [ فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ] . [ الروم : 30 ]