[center]تابع عظة الموت :
***********
الموت لابد منه ليتعظ الناس ، وتستقر أحوالهم ، فكان أقوى عظة ، وأفظع خطب وأشنع أمر ، وأكره كأس ... لذا كان تذكره دائما سبيلاً إلى الإصلاح ... إصلاح النفس ... وإصلاح المفاسد ... والإصلاح بين الناس ... وإصلاح المجتمع .. والجهاد في سبيل الله .
فهل تتخيل حين نؤخذ من فراشنا ، ونشد على لوح ، وخروجنا بأكفان لا تحمل بين طياتها سوى قطعة من القطن ، ودخولنا قبورنا بيوت الدود بدلاً من الجحود . واللحود بدلاً من عصيان الودود ؟!
إنها ساعة يتحير عندها العقل ... يرجع إلى رشده يعمل فكرة ... يهيب بالناس أن يحسنوا الختام ، وأن يرفعوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ...صلى الله عليه وسلم ... وها نحن أولاء في دار الدنيا ، فهلا نجتمع جميعاً ولا نفترق ، ونتحاب ولا نتخاصم ، مادام هـذا مصيرنا ؟ . الموت يعمنا ، والقبر يضمنا ، والقيامة تجمعنا والله يحكم بيننا ، ويفصل فينا ، وهـــو أحكم الحاكمين .
******************************
يحكى أن رجلين تنازعا وتخاصما في أرض ، فأنطق الله عز وجل لبنة من حائط من تلك الأرض ، فقالت : ياهذان ... فيم تتنازعان ؟ وفيم تتخاصمان ؟ . إني كنت ملكاً من الملوك ، ملكت كذا و كذا سنة ثم مت وصرت تراباً ، فبقيت كذلك ألف سنة ثم أخذني خزاف ــ يعني فخاراً ــ فعمل مني إناء فاستعملت حتى تكسرت ، ثم عدت تراباً ، فبقيت ألف سنة ، ثم أخذني رجل فضرب مني لبنة ، فجعلني في هذا الحائط ! . ففيم تنازعكما ؟ وفيم تخاصمكم ؟ا