متابعة الأخبار العالمية من ثقافة
المسلم
السؤال:
قال صلى الله عليه وسلم : ( من
حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )، هل
متابعة أخبار العالم يوميا تندرج تحت هذا الحديث ؟ جزاكم
الله خيرا .
الجواب :
الحمد لله
متابعة أخبار العالم وما يجري فيه من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية جزء من
الوعي الذي ينبغي أن يتحلى به المسلم المعاصر ، فالعالم يعيش اليوم في قرية صغيرة
يؤثر شرقها في غربها ، وشمالها في جنوبها ، وتتشابك فيها الأحداث بعضها ببعض ، حتى
إن أسعار أقوات الناس في بلادنا قد تتأثر بحادث يحصل في أقصى العالم ، ولم يعد من
الممكن لمجتمع من المجتمعات أن يعزل نفسه عما حوله ، شاء أم أبى ، فكان لا بد من
الاهتمام البالغ بفهم مجريات العالم من حولنا .
نقول هذا ونحن نعلم أنه الحد الأدنى الذي يمكن أن يقتنع به بعض المعارضين لهذه
النصيحة، وإلا فالحقيقة التي ينبغي أن يسعى المسلم المعاصر إليها ، أن يبادر
بالإقبال على فهم عالمه الذي يعيش فيه ، ويبدع في ذلك كي ينجح المسلمون في نشر
دعوتهم وحضارتهم ، وبث النور الذي أنزل إليهم إلى العالم كافة ، من خلال مفاتيح
العلم والثقافة واللغة التي يتحدث بها العالم اليوم ، ولا يمكن التوصل إليها وإتقانها
إلا بحيازة وسائل المعرفة ومتابعة وسائل الإعلام .
وأما الحديث الشريف الوارد في
السؤال : ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) رواه
الترمذي (2318) وصححه الألباني – فهذا لا يمنع من متابعة المرء لما يدور حوله من
الأحداث والمجريات ؛ لا سيما إن كان مما يتعلق بأمته ، أيا كان مكانها .
بل إن ما يتعلق بغيرنا من الأمم يعنينا كثيرا ، بمعنى أنه يتحتم أن يكون فينا من
يعرفه ، وإن لم يكن ذلك لازما لكل أحد .
يقول الشيخ محمد رشيد رضا – في معرض حديثه عن العلوم التي يحتاج إليها الداعية ،
وقد ذكر علم التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع - :
" علم السياسة...والمراد به العلم بحال دول العصر وما بينهما من الحقوق
والمعاهدات وما لها من طرق الاستعمار . فالأمة التي تؤلف للدعوة في بلاد غير بلاد
المسلمين المستقلة لا يتيسر لها ذلك إذا لم تكن عارفة بسياسة حكومة تلك البلاد ،
وهذا شيء غير ما تقدم من اشتراط معرفة حال من توجه إليهم الدعوة ، والسياسة بهذا
المعنى لم تكن في عصر الصحابة " انتهى من " تفسير المنار " (4/35)
ولكن يجب لمن يتابع ذلك ألا يطغى على وقته أو يصرفه عما هو أفضل وأنفع من العلم
النافع والعمل الصالح ، وأن يجتهد في ألا ينظر إلى المذيعات المتبرجات اللاتي يقدمن
تلك البرامج ، وما يصاحب هذه البرامج ، أو يتخللها من الموسيقى ؛ فإن أمكنه أن
يستغني بنشرة مفيدة في قناة إسلامية تخلو من ذلك فهو أولى له وأحوط لدينه .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب