عودة صالح تزيد احتمالات الحرب الأهلية
إبراهيم القديمي-صنعاء
استيقظ اليمنيون اليوم على خبر عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى صنعاء فجأة، في وقت كانت كل توقعات المراقبين المحليين والدوليين ترجح عدم عودته.
وتوقعت أوساط في أحزاب المعارضة والثورة الشبابية أن يكون قرار العودة وفي هذا التوقيت سببا لنشوب حرب أهلية، في ظل غياب تسوية سياسية وتمسك كل طرف بموقفه.
ويرى الكاتب الصحفي عبد الباري طاهر أن عودة الرئيس صالح بعد ثلاثة أشهر كان يتلقى فيها العلاج بالسعودية من آثار محاولة اغتيال، تفتح كل الاحتمالات الخطرة بما فيها اندلاع الحرب الأهلية الشاملة.
ويقول للجزيرة نت إن "صالح حريص على الحرب وقد يقدم على قرار تفجير الوضع عسكريا"، بيد أن الكاتب يرى أن المجتمع الدولي والدول الإقليمية لا يمكن أن يقبلوا بالحرب "لكونها ستصل إلى كل مناطق اليمن".
مؤامرة دولية
من جهته اعتبر القيادي في الثورة الشعبية السلمية خالد ألأنسي أن عودة صالح مؤامرة دولية على ثورة الشعب السلمية، وهي في اعتقاده رسالة واضحة للثوار تؤكد أن نظام صالح لم يتم إسقاطه بعد.
وأوضح للجزيرة نت أن قرار العودة أثبت أن كل المفاوضات والحوارات التي يتم الحديث عنها ما هي إلا إحياء لصالح ونظامه.
وطالب الأنسي شباب الثورة بتصعيد ثورتهم، ودعا الأحزاب السياسية إلى تقديم الاعتذار للثوار جراء فشل ارتهانها للحل السياسي.
وقال إنه يجب على الأحزاب أن تترك قرار الحسم للثوار بعدما ثبت أن صالح عاد مجددا "ليزاول مراوغاته المعهودة".
من جانبها هاجمت الناطقة باسم المجلس الوطني لتجمع القوى الثورية حورية مشهور الرئيس صالح واتهمته بتجاهل نصائح أصدقائه وحلفائه الذين حثوه على عدم العودة خوفا من الملاحقة الجنائية.
وترى أن في عودته إشارة إلى حرب أهلية شاملة، لكنها تعتقد في مقابل ذلك بأن قرار العودة بمثابة وقود للثوار.
وأكدت حورية للجزيرة نت أن "الثورة ستزداد اشتعالا ووهجا لأنها ما قامت إلا بهدف إسقاطه هو ونظامه الذي ارتكب الأخطاء الفادحة طيلة 33 عاما توقفت فيها برامج التنمية بسبب المتنفذين الذين كانوا يتحكمون في القرار".
وكان سكان العاصمة صنعاء قد استيقظوا صباح اليوم على أصوات المدافع والرشاشات التي أطلقها أنصار صالح ابتهاجا بعودته، في حين خيم الانكسار على يمنيين كثر جراء عودته لتخوفهم من اندلاع المواجهات في مختلف أنحاء البلاد.
ويذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عبد الجليل كامل إلى أن عودة صالح ستعزز سيناريو المواجهة العسكرية وتزيد من احتمال حدوثها، خاصة بعد ارتفاع الروح المعنوية لأنصاره الذين قد يلجئون إلى استخدام العنف.
الموقف العسكري
وثمة فريق آخر يرى أن عودة الرئيس غرضها احتواء الموقف العسكري المتأزم بين الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر وقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح الذي توقع بعض المحللين أن يقدم على توقيع قرار الحرب في غضون الساعات القادمة.
ونقلت قناة سهيل الفضائية المعارضة عن مصادر مطلعة قولها "إن نجل الرئيس شدد على معاونيه إخفاء تحركاته العسكرية ونواياه عن والده القابع في الرياض خوفا من منعه من الاستمرار في السيناريو العسكري".
عودة حتمية
في مقابل ذلك يرى عبد الحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالحزب الحاكم أن عودة الرئيس إلى وطنه وممارسة صلاحياته الدستورية أمر طبيعي ودستوري وحتمي.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية أجبرت صالح على اتخاذ قرار العودة ووقف التدهور الذي دفعت إليه ما سماها "قوى العنف والتطرف" التي تريد جر البلاد إلى "مهاوي الصراع".
زعيم وطني
وأكد النهاري أن الرئيس لا يمكن أن يسمح بهذا العنف من واقع مسؤولياته التاريخية باعتباره "زعيما وطنيا".
وأضاف "لعل الرئيس عوّل على قرار تفويض النائب" في ما يتعلق بالتسوية السياسية ابتداء من الحوار مع أطراف الأزمة السياسية والجلوس لإعداد آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية تبدأ بتوقيع النائب عليها والتحضير لانتخابات رئاسية مبكرة تنتقل من خلالها السلطة دستوريا إلى الرئيس الفائز.
المصدر: الجزيرة