ننفرد بنشر الوثائق السرية لخطة التوريث التى ضربتها الثورة.. وقائمة كاملة بأسماء جماهير باب الشعرية التى بايعت جمال
جمال مبارك
كتب - دندراوى الهواري ومحمد أحمد طنطاوي
◄ الفكرة تم عرضها على هيئة مكتب الحزب الوطني المنحل.. و 5 آلاف توكيل ومبايعة من أهالي باب الشعرية والموسكي
◄ «الغمراوي» نصحه بفكرة المبايعة فى باب الشعرية لاختبار رد فعل الشارع.. ويحيى وهدان وخالد دنقل خططا للحملة
على الرغم من أن مخطط التوريث لم يكن يخفى على أحد سواء من النخبة أو البسطاء، إلا أن كيفية وصول جمال مبارك ابن الرئيس السابق إلى الحكم والحملة المنظمة والخطة التى كانت تدار بدقة شديدة لهذا الغرض لم تكن معلنة لأحد وشابها الكثير من الغموض، حيث بدأت بتجربة على منطقتي الموسكي وباب الشعرية ليتم تعميمها بعد ذلك على مستوى المحافظات، لأن الفرعون الصغير، ومن حوله من المخططين لسيناريو التوريث جعلوا من توقيعات ومبايعات الموسكي أنبوب اختبار للشارع المصري والأغلبية الصامتة، والقوى السياسية لمعرفة رد فعلهم جميعا تجاه ترشحه لرئاسة الجمهورية.
مهندس الحملة ومديرها التنفيذي كان الدكتور محمد الغمراوي، أمين الحزب الوطني«المنحل» بمحافظة القاهرة، وأحد أبرز الكوادر داخل الحزب، حيث كانت تربطه علاقات متميزة مع رجال الحرس القديم وعلى رأسهم صفوت الشريف ومن حوله، وكذلك الحرس الجديد وجيل الشباب ممثلا فى جمال ورجال الأعمال والنخب السياسية «المضروبة» التى كانت تصريحاتها تتصدر وسائل الإعلام ليل نهار.
«الغمراوي» دفع بشخص يدعى خالد فوزي دنقل عضو بالحزب الوطني «المنحل» كان يعمل مع العميد يحيى وهدان نائب الوطني فى باب الشعرية، له شعبية جارفة وعلاقات واسعة مع أهالي منطقة الموسكي وباب الشعرية، ووعده الأول بمقعد برلماني عن العمال فى نفس الدائرة، حال تمكنه من تنفيذ مخطط مبايعة جمال مبارك رئيسا لمصر فى 2011.
حصلت «اليوم السابع» على نص الوثائق السرية والمكاتبات التى كانت تتم بين خالد دنقل والدكتور محمد الغمراوي، ونص المبايعات والتوكيلات لـ«جمال» رئيسا لمصر 2011، حيث تمكنت الجريدة من الحصول على أكثر من 2000 مبايعة لجمال من أهالي منطقة باب الشعرية والموسكي وحدها.
القصة بدأت فى أواخر عام 2010 وتحديدا فى شهر أغسطس عندما التقى الغمراوي بمجموعة من شباب أمانة الحزب الوطني بالقاهرة، من أجل التحضير لأعمال المؤتمر السنوي للحزب الوطني فى شهر نوفمبر 2010، وهنا ظهر خالد دنقل واقترح صفقة مبايعة جمال رئيسا لمصر من خلال جمع توكيلات وحملات تأييد شعبية تبدأ من القاهرة مرورا بمختلف المحافظات.
الفكرة داعبت مخيلة الغمراوي وشجعته على أن يعرض الأمر على جمال مبارك وهيئة مكتب الحزب الوطني المنحل، الذي كان المكان الأخطر لإصدار القرارات فى مصر.
بالفعل تم عرض الفكرة على هيئة المكتب وجمال وحازت إعجابهم، بعدما أعطى الأخير أوامره الشفهية للغمراوي بالبدء والتخطيط للحملة الموسعة لدعمه رئيسا للجمهورية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، التى كانت مقررة فى شهر نوفمبر 2011، خاصة أن التوكيلات سيتم توقيعها من المواطنين، ليظهر جمال مبارك فى صورة البطل والرئيس المنتظر الذي تطلبه الإرادة الشعبية، وتلتف حوله جموع المواطنين، ويتبارى الجميع فى مبايعته وانتخابه رئيسا لمصر حتى قبل إعلان نيته فى الترشح لذلك المنصب.
