بسم الله الرحمن الرحيم
طعون وشبهات بحق الصحابي الجليل أبي هريرة
الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف
لم تمنع أوامر الله تعالى و رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - بعدم سب أصحابه ، أو اتخاذهم – رضوان الله عليهم – غرضاً للطعن بهم وبعلمهم . بل تمادوا في ذلك بأن جعلوا ذلك ديناً لهم يتقربون به – بحسب زعمهم – إلى الله تعالى ، و الله تعالى منهم ، ومن أقوالهم ، و دياناتهم براء .
قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ (100)} [سورة التوبة : 100].
وقال تبارك وتعالى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)} [ سورة الفتح : 18].
وعن عمران بن الحصين – رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
( خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون و تظهر فيهم السمن ).[1]
وعن جابر بن سمرة قال : خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية ، فقال : ( إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قام فينا مثل مقامي فيكم ، فقال أحفظني في أصحابي ثم الذين يلوني ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل وما يستشهد و يحلف وما يستحلف . )[2] .
لذلك كان واجباً على أهل العلم ، و طلابه الدفاع عن خير أمة أخرجت للناس الذي - رضي الله عنهم ، ورضوا عنه - فحملوا لنا هذا الدين نقياً طرياً مباركاً طيباً كما أنزل .
و عليه سأحاول في الصفحات التالية إيراد أهم تلك الشبهات التي أثيرت حول خادم ، وصاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - و حامل كثير من علمه وحكمته إلينا ألا وهو : أبو هريرة الدوسي - رضي الله تعالى عنه - محاولا الرد على تلك الطعون و الشبهات ، لتفنيدها بما ييسر الله لي من الفقه ، والعلم ، و الله المستعان .
و لعل أهم تلك الشبه والطعون التي سوف أعرج عليها ما يلي :
الشبهة الأولى – الطعن باسمه و نسبه .
الشبهة الثانية – الطعن بغاية صحبته لرسول الله – صلى الله عليه وسلم .
الشبهة الثالثة – كتمانه لبعض العلم النبوي الشريف .
الشبهة الرابعة – الطعن بأمانته في ولايته على البحرين .
الشبهة الخامسة – الطعن في محبته لعلي وأهل بيته رضي الله عنهم .
و أبدأ - متوكلاً على الله الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة و لا نوم - بالرد على هذه الشبهات واحدة تلوى الأخرى وفق التنظيم التالي بما يوافق المقام ، و المقال :
الشبهة الأولى – الطعن باسمه و نسبه [3]:
لقد سعى أصحاب الفكر الدخيل النيل من إحدى أهم خزائن العلم النبوي الشريف ، فأثاروا حوله الشبهات بما استطاعوا فبدؤا باسمه ونسبه – رضي الله تعالى عنه – .
فقالوا : أنه غامض الحسب ، مغمور النسب ، اُختلف في اسمه ، و اسم أبيه اختلافاً كبيراً. و كان يعرف بكنيته ، و نسبه إلى دوس ، لذلك لا يصح أخذ العلم النبوي عن مغمور [4].
و الحقيقة أن أصحاب الفكر الدخيل أرادوا بهذا القول ، أن يحطوا من قدر علم هذا الصحابي الجليل بالغمز في اسمه ، و الطعن بحسبه ، و نسبه بحجة جهالته قبل الإسلام ، و اختلاف الناس في اسمه بعده .
فأقول لهؤلاء ومن يأخذ بيدهم أو يقلدهم أو من يأخذ من حوضهم : متى كان الاختلاف في اسم إنسان عيب يسقط عدالته و علمه ، و مروياته ؟ . و خصوصاً أن هذا الصحابي الجليل قد عرف بكنيته التي اكتسبها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت تاج على رأسه غلبت كل حسب أو نسب أو أي جهالة .
ألا يرى هؤلاء أننا قد عرفنا كثيرا من عظماء الأمة بكناهم ، بعد أن غابت عنا أسماؤهم بل و حسبهم و نسبهم ، فما ضرنا ذلك أو ضر تاريخهم ، و ما نقل عنهم من علم أو عمل .
و من هؤلاء العظماء ( أبو بكر الصديق – أبو دجانة الأنصاري ، و أبو الدرداء ) و غيرهم كثير من سلف هذه الأمة المباركة .
ثم متى كان للحسب ، و النسب وزن في المفاضلة العلمية ، والصحبة المباركة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أن هذا الصحابي الجليل اشتهر بكنيته منذ أن عرفه الناس ، فما يضيره أو يضيرنا الجهالة في غير ذلك من أوصافه ما دامت كنيته كانت الضابط لكل علمه ، ونقولاته العلمية ، و الحديثية - رضي الله تعالى عنه - .
فحقيق علينا أن نقول أن هذه الشبهة واهية بالية ليس لها قيمة ، أو وزن لتنال من علم ، و عمل هذا الصحابي الجليل .
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ، و لا أموالكم ، و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم ) [5].
الشبهة الثانية – الطعن بغاية صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
لقد حار أصحاب الفكر الدخيل ، فذهبوا يميناً ، وشمالاً من أجل جلب أي شكل من أشكال الطعون ضد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخازن سنته أبو هريرة - رضي الله تعالى – حتى قالوا عنه - أخزاهم الله - : أنه ما صحب رسول الله - صلى الله عليه و سلم - إلا من أجل إشباع بطنه فقط [6].
و يرد على هذه الشبهة بما يلي :
أنه بعد جهد جهيد من أصحاب الفكر الدخيل وجدوا في قول أبو هريرة - رضي الله عنه –
( كنت أصحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على ملء بطني )[7] بيد أنهم من شدة زيغهم ، و حقدهم على كل ما هو مسلم لم يفقهوا قول هذا الصحابي الجليل أو فهموه ، بيد أنهم أرادوا الصيد في الماء العكر كعادتهم . ذلك أن معنى قوله هذا ، و الذي يكرره – رضي الله عنه - أكثر من مرة ، و مناسبة : تفرغه التام - رضي الله عنه - للعلم فقط دون طلب أي مال أو غير ذلك من متاع الدنيا . لهذا نرى أن أبا هريرة - رضي الله عنه - يحج ابن عمر ، و عائشة – رضي الله عنهم – عندما استدركاه على بعض الأحاديث بقوله : ( يا أبا هريرة : انظر ما تحدث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق إلى عائشة - رضي الله تعالى عنها - ، فقال لها : يا أم المؤمنين أنشدك الله أسمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : من تبع جنازة ، فصلى عليها فله قيراط ، و إن شهد دفنها فله قيراطان ؟ . فقالت : اللهم نعم . فقال أبو هريرة : إنه لم يكن يشغلنا عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غرس ، و لا صفق بالأسواق ، إنما كنت اطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة يعلمنيها ، أو أكلة يطعمنيها ، فقال ابن عمر : يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – و أعلمنا بحديثه ) .[8]
الشبهة الثالثة – كتمانه لبعض العلم النبوي الشريف :
ومن الشبه التي أثارها أصحاب الفكر الدخيل أن أبا هريرة – رضي الله تعالى عنه - كتم بعض ما علم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستندين في هذه الفرية إلى ما أورده البخاري في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه - قال : ( حفظت من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و وعاءين : فأما أحدهما فبثثته في الناس ، و أما الآخر ، فلو بثثته لقطع هذا البلعوم ) .[9]
ويجاب عن هذه الشبهة بالفهم الصحيح لهذا الحديث ، و أمثاله : ذلك أن الأحاديث التي يعلمها هذا الصحابي الجليل يمكن تقسيمها إلى قسمين :
الأولى تتعلق بالحلال والحرام ، و هذه لا يجوز كتمانها بل كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يحدث بها ، و يفتي بما علمه و فقهه .
أما النوع الثاني من الأحاديث و التي كتمها أبو هريرة - رضي الله عنه - فهي أحاديث الفتن و أمثالها ، و هذا اجتهاد منه - رضي الله عنه – إذ وجد أن كتمانها أنسب لحال الأمة و أفرادها بسبب العواصف التي عصفت بأمة منذ مقتل عثمان بن عفان – رضي الله عنه – و حتى عصرنا هذا ، و بهذا قال ابن كثير – عليه رحمة الله – في البداية والنهاية بقوله :
( و هذا الوعاء الذي لا يظهره هو الفتن و الملاحم ، و ما وقع بين الناس من الحروب و القتال ، و ما سيقع . وهذه لو أخبر بها قبل كونها ، لبادر كثير من الناس إلى تكذيبه ) [10]
الشبهة الرابعة – الطعن بأمانته في ولايته على البحرين :
و السهام التي حاول أصحاب الفكر الدخيل توجيهها إلى هذا الصحابة الجليل قصة عزل الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن ولاية البحرين لإثارة الشك في أمانته - رضي الله تعالى عنه .
و للرد على هذه الشبهة أقول ، و بالله ثقتي : كان من سياسة الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه – متابعة حال ولاته ، و مساءلتهم عن كل صغيرة وكبيرة ، و كل ما يثار حولهم من أفعال ، و أقاويل بغض النظر عن مكانتهم ، و منازلهم في السبق والفضل و مكانة الوظيفية أو العلمية .
وعلى هذا النهج عزل عمر - رضي الله عنه - هذا الصحابي الجليل عن الإمارة لقدوم أبو هريرة من البحرين ، و معه عشرة آلاف دينار ، فأمره بأخذ رأس ماله ورد الباقي لبيت مال المسلمين ، و هذا اجتهاد من الفاروق - رضي الله عنه - حتى لا يستغل أي والي سلطانه لمكسب شخصي ، و لو كان في الأمر ريبة أو شك لأخذ جميع ماله و ليس رأس مال فقط . ثم أن الفاروق أراد أن يستعمله مرة أخرى و لو كان هناك ريبة أو شك في أمانته رضي الله عنه ما طلب منه ذلك [11].
الشبهة الخامسة – الطعن في محبته لعلي و آل بيته رضوان الله عليهم .
و هذه الشبة الأخيرة التي سوف أوردها في هذا المقال المتواضع ، و هي أن أبا هريرة – رضي الله عنه – كان يعادي أهل البيت ، و يضع الأحاديث في ذم علي بن أبي طالب و آل بيته -رضي الله تعالى عنهم أجمعين - و يحابي في جهة أخرى معاوية بن أبي سفيان – رضي الله تعالى عنهما .
بداية إن رجع أي باحث ، أو طالب علم إلى أي كتاب من كتب أهل السنة ، و الجماعة المعتمدة ، فلا يمكن أن يرى أي رواية صحيحة من أبي هريرة رضي الله عنه أو من أي إمام من أئمة المسلمين يطعن أو يذم علي بن أبي طالب أو أي من آل البيت رضي الله تعالى عنهم ، بل على العكس من هذا سيرى القارئ الكريم عشرات الأحاديث ، و الروايات الصحيحة عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه – و غيره في فضائل آل البيت رضي الله تعالى عنهم .
و الجدير ذكره في ختام هذا المقال أن أبا هريرة - رضي الله تعالى عنه – اعتزل الفتنة التي نشبت بمقتل عثمان بن عفان – رضي الله على عنه – و سكن المدينة المنورة ، و بقي فيها حتى توفاه الله تعالى ، و مع هذا لم يسلم من افتراء المفترين ، و تزوير المبطلين ، و حقد الحاقدين على صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و خازن علمه - رضي الله تعالى عنه و أرضاه .
بعد هذا العرض السريع لأهم الطعون و الشبهات التي أثارها أصحاب الفكر الدخيل أذكر أهم النتائج التي حققها هذا المبحث ، و التي تتمثل في الآتي :
أولاً : لقد كان أبا هريرة رضي الله صاحب علم غزير قد لا يماثله أحد من الصحابة الكرام – رضوان الله عليه لهذا كان غرضا لأصحاب الفكر الدخيل للنيل من الإسلام و أئمتهم الكرام .
ثانيا – أن جميع الشبه التي أثيرت حول علم هذا الصحابي الجليل هي شبه من اليسير جدا الرد عليها دون أي تكلف أو صعوبة فقط على طالب العلم أن يوقن أن مثيري مثل هذه الشبهات أصحاب برامج ممنهجة غايتهم النيل من ديننا الحنيف ، لإطفاء نور الله ، والنيل من الصحابة الكرام هو النيل من هذا الدين الحنيف ، لأن ديننا قد نقل إلينا عبرهم - رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
فأصحاب الفكر الدخيل يعتقدون أن أحد لن يراجع شبهاتهم التي يبثونها هنا ، و هناك و التي يراجعها يرى أنها أوهن من بيت العنكبوت ، و أدلتها باطلة بطلانا مطلقة .
ثالثا – إنني أطالب البلاد الإسلامية و حكامها و أهل الحل والعقد فيها : بسن قانون وفق أحكام الشريعة الإسلامية لتجريم من يتعرض لكتاب الله أو صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأزواجه الطاهرات ، و آل بيته الكرام .
رابعا – يجب على الدول الإسلامية و منظماتها الحكومية والأهلية ملاحقة أصحاب الفكر الدخيل بكل السبل والتي منها :
1- إنشاء أو دعم القنوات الفضائية التي تدافع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و أزواجه الطاهرات و أصحابه الكرم ، و آل بيته رضي الله عنهم أجمعين .
2- إنشاء أقسام خاصة في الجامعات الإسلامية لتخريج متخصصين لمقاومة أفكار أصحاب الفكر الدخيل .
3- إنشاء و دعم المواقع على الشبكة العنكبوتية التي تقاوم ، و تفضح أصحاب الفكر الدخيل .
4- إنشاء ودعم المراكز البحثية التي تفرغ و تتعاون مع بحاثة لمقاومة الفكر الدخيل .
5- نشر أبحاث هؤلاء البحاثة و ترجمتها إلى جميع اللغات الحية و لغات العالم الإسلامي .
هذه أهم النقاط ، و النتائج التي توصلت إليها ، و التي أتمنى من أهل العلم و الحكم أن يأخذوا بها ، و الله ولي التوفيق .
و الحمد لله رب العالمين
مسلم اليوسف
-------------------------------------
[1] - رواه الشيخان ، صحيح مسلم ، لمسلم بن الحجاج ، أبو الحسين القشيري النيسابوري ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، ج4/1963برقم 2533. صحيح البخاري لمحمد بن إسماعيل ، أبو عبد الله البخاري الجعفي ، دار ابن كثير ، بيروت 1987م ط3، تحقيق د. مصطفى ديب البغا ، ج2/938. برقم 2509.
[2] - سنن ابن ماجة ، ج3/791 . وقال الشيخ ناصر الدين الألباني : حديث صحيح برقم 2363 .
[3] - هو الصحابي الجليل أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني من عشيرة أزد إحدى قبائل العرب في اليمن الجنوبية . اختلف في اسمه واسم أبيه ، و اجتمع فيهما أقوال كثيرة و رُجح ما روى عن نفسه أنه قال : ( كان اسمي في الجاهلية عبد شمس ، فسميت في الإسلام عبد الرحمن .. ) . وقيل في اسم أمه إنها : ميمونة بنت صخر ، وقيل أميمة بنت صفيح الحارث الدوسي ، أسلمت معه رضي الله عنهما . انظر الموسوعة الإسلامية الميسرة ، الدكتور مسلم اليوسف ، دار الصحارى حلب ج1/203.
[4] - لم أحب أن أذكر مراجع هؤلاء القوم حتى لا تشتهر كتبهم و سمومهم بين الناس لذلك سميتهم بأصحاب الفكر الدخيل .
[5] - رواه مسلم في صحيحه ، ج4/ 1986.
[6] - لم أحب أن أذكر مراجع هؤلاء القوم حتى لا تشتهر كتبهم و سمومهم بين الناس .
[7] - عن سعيد بن المسيب و أبو سلمه بن عبد الرحمن أن أبا هريرة – رضي الله عنه - قال : إنكم تقولون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم . و تقولون ما بال المهاجرين و الأنصار لا يحدثون عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمثل حديث أبي هريرة ، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفق بالأسواق ، وكنت ألزم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على ملء بطني فأشهد إذا غابوا و أحفظ إذا نسوا ، وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم ، وكنت امرأ مسكيناً من مساكين الصفة أعي حين تنسون ، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في حديث يحدثه " إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي بهذه ، ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول " فبسطت نمرة عليّ ، حتى إذا قضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مقالته جمعتها إلى صدري ، فما نسيت من مقالة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تلك من شيء ) . صحيح البخاري ، ج1/382 . رقم 2086 .
[8] - رواه الحاكم في المستدرك ، ج3/510 – 511.
[9] - رواه البخاري في صحيحه ، ج1/192-193.
[10] - البداية و النهاية لأبن كثير ، ج8/109.
[11] - انظر البداية والنهاية لأبن كثير ، ج8/79.و الإصابة في معرفة الصحابة ، ج2/33.
خاص بموقع مركز تأصيل للدراسات و البحوث