أجهزة وموبايلات ملوثة بالإشعاعات!
تحقيق: أحمد الزهيري
علي الأرصفة الآن تباع أجهزة كهربائية وموبايلات تحمل علامة تجارية شهيرة ومع أنها من صنع اليابان أو يدخل في تركيبها أجزاء وقطع من الصناعة اليابانية المعروفة بارتفاع أسعارها
إلا أن الثمن الذي تباع به لا يصل إلي ربع قيمتها السوقية مما يثير تساؤلات حول حقيقتها: هل هي مغشوشة؟ أم إنها مستعملة؟ الأخطر أن هناك احتمالا ثالثا حذر منه البعض فقد تكون ملوثة بالإشعاعات الناتجة عن التسرب الإشعاعي من المفاعل النووي الذي تعرض للزلزال في جزيرة فوكوشيما منذ بضعة شهور.. فإذا صحت هذه التحذيرات فكيف نحمي المواطنين خاصة أن كثيرين منهم تدافعوا لشراء هذه الأجهزة ولا يوجد ما يثبت بياناته إذا ظهر أن هناك تلوثا بالإشعاع قد يضر بصحتهم أو بصحة المحيطين بهم أو المتعاملين معهم حتى يمكن متابعتهم أو التأكد من سلامة حالتهم الصحية..فإذا صحت هذه المخاوف فماذا نفعل؟
قررت أن أتحقق بنفسي من المعلومات التي وردت الي عن وجود سلع يابانية تباع الآن علي الأرصفة في وسط البلد.. توجهت إلي شارع طلعت حرب حيث يتواجد العشرات من بائعي الموبايلات والأجهزة التي تحمل علامة نوكيا الأصلية.. وأكد الواقعة أن كل من يقوم ببيعها ليس مصريا بل صينيا أو يابانيا من ملامحه.
اقتربت من المشهد ودخلت وسط الزحام فوجدت أن الأسعار زهيدة جدا وأحدث موبايل تاتش نوكيا( باللمس) يباع بـ200 جنيه مما دفع الناس إلي اختطاف هذه الموبايلات في لحظات معدودة
العين الساخنة
العين السخنة هي النقطة الحصينة التي يتم فيها إيقاف القنابل المشعة الآتية علي شكل كونتينر حيث تمكنت الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات من إحباط أكثر من ثلاث محاولات لدخول شحنات بها قطع غيار وأجهزة مشعة, كما أكد اللواء محمد عبد القادر جاب الله رئيس هيئة مواني البحر الأحمر حيث تم إرسال عينات من الشحنات التي وصلت إلي العين السخنة إلي وكالة الطاقة الذرية بالقاهرة والتي أكدت احتواء الشحنة علي مواد مشعة فوق الحد المسموح به عالميا مما ترتيب عليه إعادة تصدير هذه الشحنات إلي اليابان مرة أخري
عقوبات رادعة
ويعقب شريف عبد الرحيم صاحب احدي شركات الاستيراد بأن هناك قائمة يمكن مراقبة أعمالها من الشركات التي لها ملف في استيراد السلع المشكوك فيها سواء كانت ملوثة بالإشعاع أو سلعا فاسدة.. وأيضا أجهزة الدولة يمكنها مراقبة ذلك بسهولة عن طريق تتبع خط سير الشحنات فغالبا ما يتم تمرير الشحنات القادمة من اليابان إلي دول شرق آسيا ومنها الي العراق والأردن ثم مصر.
ويضيف: نعم هيئة الرقابة تبذل جهدا في كشف الشحنات الملوثة بالإشعاع لكن الإجراء الذي يتم هو إعادتها الي بلد المنشأ.. وهو إجراء غير كاف وفي هذه الحالة المستورد أمامه طريقان إما أن يعيد استيرادها عن طريق بلد آخر وبمسمي آخر.. أو أنه يقايضها بسلع أخري مشعة خاصة أنه لا يدفع في الشحنة أكثر من15% من ثمنها..والحل هو ضرورة محاكمة أصحاب الشحنات التي يتم أثبات أنها ملوثة بالإشعاع ويكون الحكم بالحبس ووقف الترخيص مدي الحياة خاصة في الظروف التي نعيشها الآن.
أمراض مميتة
يقول الدكتور إبراهيم السيد أحد المتخصصين في علم الإشعاع انه تتوقف خطورة استعمال الأجهزة التي تعرضت للإشعاع خاصة الشخصية منها مثل الموبايلات والأجهزة الكهربائية المنزلية علي عدة عوامل منها نوع الإشعاع وكمية الطاقة الناتجة عنها, وزمن التعرض لها وقوة هذه الإشعاعات وعلي أية حال فإن لها نوعين من التأثيرات الضارة أولها مباشر بيولوجي يظهر علي جسم المستخدم لهذه الأجهزة علي شكل أمراض خطيرة منها يكون سرطان الجلد.. وسرطان الدم.. ثم تأتي عائلة السرطانات المخ والكبد والبنكرياس.. كما انه يمكن أن يكون استعمال هذه الأجهزة سببا في إصابة العيون بالمياه البيضاء.. وكذلك ضعف في القوة الجنسية.. وزيادة في ضربات القلب واضطراب المعدة وسرطان القولون.
والخطر الثاني للتعرض لأجهزة ملوثة بالإشعاع انه ينتقل عبر الجينات الوراثية إلي الأجيال الأخرى
خط سير
وتقول الدكتورة زينب عوض الله أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية ورئيس الجمعية القومية لحماية المستهلك.إن هناك خط سير واضحا للسلع التي لوثت بفعل الإشعاع المتسرب من مفاعل فوكوشيما الياباني وهو ما تم رصده من الاتحاد العالمي لجمعيات حماية المستهلك وهو معروف وتم رصده قبل ذلك أكثر من مرة وهو رجل أعمال أمريكي هبط إلي اليابان وعقد مجموعة كبيرة من الصفقات مع الشركات والمصانع اليابانية في مختلف المجالات من الأجهزة الكهربائية الي الموبايلات وقطع غيار السيارات إلي الأغذية والمعلومات والملابس وقطع غيار السيارات ومعدات البناء وكل ما هو ياباني أصابه الإشعاع, وابرم بدوره عدة صفقات لشحن هذه البضائع الي العراق مستغلا الوضع الآن هناك وقام بتسريبها إلي الأردن والسعودية وبعض دول الخليج. ومنها تم تصديرها الي مصر أو علي الأقل تصدير جزء كبير منها.
وتضيف الدكتورة زينب: نعم هناك قرار بمنع الاستيراد من اليابان حدث عقب التسرب لكنه صدر بعد مرور أكثر من عدة شهور تسربت خلالها العديد من الشحنات إلي الأسواق المصرية
حيل شيطانية
نعم تم حجز بعضها في المواني لكن الذي تم تسريبه كان أكثر.. نتيجة الحجج والألاعيب في هذه المنطقة الاستيرادية.. حيث يتم تصديره إلي الصين مثلا ويتم هناك تغيير معالم المنتج من بلد المنشأ إلي المستورد والمصدر لتدخل السلع الي مصر علي أنها ليس لها علاقة باليابان والدليل ما تحويه الأرصفة في مصر الآن فهل معقول انك تستطيع شراء موبايل نوكيا مثلا احدث موديل بـ200 جنيه وهو يباع في المحلات بأكثر من2000 جنيه وقس علي ذلك كل الأجهزة والمعدات.؟!