الأهرام تنشر أول حديث للخديوي إسماعيل عام 1879
حسين ثابت
مع نهايات القرن التاسع عشر كانت مدينة الإسكندرية تذخر بالأنشطة الاقتصادية العديدة مما جعلها تحتل مكانه كبيره في عالم المال والاقتصاد وبخاصة في مجال التصدير للقطن المصري والحاصلات الزراعية.
واستيراد احتياجات مصر من الخارج بوصفها الميناء الرئيسي لمصر وما استتبع. ذلك من قيام البورصة بها سواء بورصة الأوراق المالية أو بورصة القطن حيث كانت تعتبر بورصة الإسكندرية من اكبر بورصات العالم في ذلك الوقت كما حظيت الإسكندرية بنشاط فكري وثقافي كبير نظرا لاستقبالها للعديد من الهجرات سواء من الأرمن أو اليونانيين أو الشوام وكان من بين الذي وفدوا الي الإسكندرية في ذلك الوقت الإخوان سليم وبشارة تقلا قادمين من الشام ولاحت لهما فكره إصدار جريده ناطقه باللغة العربية تهتم بالأخبار المحلية والدولية خاصة وان العالم كان يعج وقتها بأخبار الحرب التركية الروسية وغيرها من الأحداث العالمية وفي يوم السبت الخامس من أغسطس عام1876 الموافق15 رجب عام1293 هجرية صدر العدد الأول من جريده الأهرام وكانت أسبوعية وتتكون من أربع صفحات وكان ثمن النسخة وقتها نصف فرنك وجاء في صدر الافتتاحية للجريدة/ هذا هو العدد الأول من السنة الأولي لجريده الأهرام المرعية بعناية الحكومة السنية والمستعدة الاستعداد التام لان تجعل من يتصفح صفائحها واثقا بما يطالعه لأنها تعاني البحث لتقف علي الفوائد.
وكان هذا هو العهد الذي اتخذته الأهرام علي نفسها أمام قارئها أن تأتي له بالحقيقة وتحافظ علي مصداقيتها وهو ما حرص عليه الأهرام طوال عمره الذي امتد علي مدي136 عاما مما جعلها وبحق ديوان الحياة المصرية المعاصرة وقد استمر الأهرام في الصدور أسبوعيا حتي3 يناير عام1881 فتحولت الي صحيفة يوميه وقد كان الإصدار الأول لجريده الأهرام من شقه بشارع البورس أمام بنك الرهونات بمنطقه المنشية وعندما قصفت القوات البريطانية ساحل الإسكندرية عام1882 انتقل إلى تقلا الي مبني قصر اغيون بوسط المدينة بشارع النبي دانيال وهو القصر الذي أنشأه المعماري الايطالي انطونيو لاشياك عام1887 من ثلاث طوابق علي الطراز الفيكتوري وهو المبني الخاص بمؤسسه الأهرام حتى الآن لتواصل الأهرام عطائها التنويري الذي بدأته منذ136 عاما وفي يوم3 نوفمبر عام1900 انتقل الأهرام للصدور من شارع مظلوم بالقاهرة وطوال رحلته حافظ الأهرام علي الأسلوب الرصين في تناول الموضوعات وادخل الأهرام الحوار الصحفي لأول مره الي الصحافة المصرية عندما نشر بشارة تقلا حوارا مع الخديوي إسماعيل كما قامت الأهرام بنشر صورة للخديوي إسماعيل في العدد152 كما قام بشارة تقلا بأول رحله صحفيه يقوم بها صحفي للأهرام عام1880 الي الشام وكان من المحطات المهمة في تاريخ الأهرام الصدام الذي وقع مع الخديوي إسماعيل عندما نشر الأهرام مقالا بعنوان ظلم الفلاح تنتقد فيه تصرفات الخديوي المالية فتم القبض علي بشارة تقلا حتى أفرج عنه بعد توسط القنصل الفرنسي0 وقد حظيت صفحات الأهرام بمقالات لكبار المفكرين منذ بداياتها حيث كان ينشر فيها الإمام محمد عبده مقالاته وجمال الدين الأفغاني ويعقوب صنوع ومنذ أن تولي سليم تقلا أول رئاسة للتحرير وأعقبه شقيقه الأصغر بشارة وعلي مدى عمرها المديد توالي علي رئاسة تحريرها العديد من إعلام الفكر والثقافة والإعلام في مصر ومنهم خليل مطران ومحمد حسنين هيكل وفكري أباظة وإحسان عبد القدوس واحمد بهاء الدين كما نشر الأهرام وبانتظام مقالات لعظماء الأدب المصري أمثال طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وزكي نجيب محمود ويوسف إدريس وغيرهم ممن اثروا الحياة الثقافية في مصر لتستمر مسيره مساهمه الأهرام التي تحولت من مجرد جريده الي مؤسسه تنويرية تقوم بدورها في باء الوجدان المصري الذي يتسم بالوطنية والوسطية وإفساح المجال لكل الأفكار من مختلف الاتجاهات لما فيه مصلحه الوطن
