اليوم السابع" ينشر النص الكامل للتحقيقات في "موقعة الجمل"..البلاغات كشفت تورط جمال و"وجدي" و"افلقي" و"المناوي".. ومدير أمن القاهرة الأسبق اجتمع مع مسجلين خطر ليلة الاعتداءات
الأحد، 31 يوليو 2011 - 10:18
أنس الفقي وزير الأعلام السابق
كتب محمود المملوك وإبراهيم قاسم
حصل "اليوم السابع" على نص التحقيقات الكاملة والرسمية فى وقائع الاعتداء على المتظاهرين يومي 2 و3 فبراير الماضي والمعروفة إعلامياً بـ"موقعة الجمل"، وتضمن ملف القضية عددا من المفاجآت أولها استدعاء عدد من القيادات الكنسية لسؤالهم فى الوقائع، حيث تم تقديم طلب رسمي للمستشار المحامى العام لنيابات استئناف القاهرة، لاستدعاء القمص أرميا مكرم، قس بكنيسة أبو طاقية "مارى جرجس" رسمياً وإبلاغه على عنوان الكنيسة، حيث إنه شاهد على التهم وأثبت ذلك بالتحقيقات– علماً بأن الكنيسة كائنة قطاع أبو طاقية بالساحل – لسماع شهادته.
وكشفت البلاغات الرسمية المقدمة إلى المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، النائب العام والتي تم تحويلها إلى قاضى التحقيق المستشار محمود السبروت وتصدرت بعبارة "تحيا مصر.. حرة أبية"، أسماء متهمين جدد متورطين فى الوقائع لم يرد ذكرهم فى أمر الإحالة الخاص بالقضية، على رأسهم جمال مبارك، ابن الرئيس السابق، وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، وأنس الفقي وزير الإعلام السابق، وعبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار السابق، لعلمهم المسبق بحدوث هجوم واعتداءات على المتظاهرين، وهو ما يعاقب عليه القانون فى المادة 98، ولعدم إبلاغ السلطات المختصة، كما كشفت التحقيقات، أنه فى الساعة الحادية عشر صباح يوم الأربعاء 2 فبراير 2011 حضر وعدد من المحررين البرلمانيين اجتماعاً مع الدكتور فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، للإدلاء بتصريحات بشأن الثورة وأخبره مدير مكتبه ويدعى يسرى الشيخ بأن المتظاهرين من منطقة السيدة زينب المؤيدين للرئيس السابق محمد حسنى مبارك متوجهين إلى ميدان التحرير.
وأضافت التحقيقات أنه عقب ذلك فإن الدكتور فتحي سرور تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الداخلية السابق- محمود وجدي- وبعد انتهاء تلك المحادثة التليفونية أخبرهم بأن الأمور تسير على ما يرام وبأن المظاهرات خرجت الآن لتأييد الرئيس مبارك، ثم حضر إليه ثانية مدير مكتبه وأكد له بأن عدد ألف "كارته" خرجت من نزلة السمان متوجهين إلى ميدان التحرير وصدق على ذلك اللواء أحمد حمدي، نائب الأمين العام لمجلس الشعب، فتدخل عفت السادات، عضو مجلس الشعب والحزب الوطني فى الحوار مقرراً بأن هذا التحرك يقابلها تحرك آخر مماثل بالإسكندرية وقد حضر هذا الحديث كل من الدكتور عبد الأحد جمال الدين ونائب الحزب الوطني بالمجلس عمر هريدي.
وفجرت التحقيقات مفاجأة من العيار الثقيل، سؤال الدكتور محمد محيى الدين، والذي قرر أنه شاهد سيارة مستشفى القصر العيني الجديد قادمة من ميدان التحرير، ولما استقلوها وجدها محملة بالبلطجية يحملون صور الرئيس مبارك ومعهم أسلحة بيضاء وأنه أخبر الأستاذة الدكتورة عميدة كلية طب قصر العيني بذلك أمام جمع من أساتذة الكلية الذين استهجنوا كلامه وأضاف أن الدكتور عمرو جاد، مدير القصر العيني التعليمي الجديد "الفرنساوي" أقر بأن تلك السيارة خرجت بورق رسمي بناء على طب رسمي من الأستاذ الدكتور سامح فريد.
وذكر أحد الأهالي القاطنين بالمنطقة المجاورة لمنطقة نزلة السمان- والذي رفض إعطاء بياناته الشخصية، خشية تعرضه للأذى ممن شهد عليهم- قرر بأن كلا من عبد الناصر الجابري، عضو مجلس الشعب، وسيد خطاب هنداوي، عضو مجلس الشورى عن الحزب الوطني، تعمدا إثارة مخاوف أهالي منطقة نزلة السمان بترديد شائعة مفادها أن هناك قراراً سوف يتخذ فى أعقاب ثورة 25 يناير مؤداه إزالة منطقة نزلة السمان، مما دفع الأهالي إلى تنظيم اعتصام سلمى عند كوبري أبو طالب المؤدى إلى منطقة أبو الهول الأثرية وذلك فى يوم الثلاثاء الموافق 1 فبراير 2011.
وأضاف الشاهد أنه فى يوم الثلاثاء 1 فبراير الماضي، أن كلا من عبد الناصر الجابري ويوسف سيد هنداوي يحرضان أهالي نزلة السمان للخروج فى مسيرة للقضاء على المظاهرات بميدان التحرير، وطلب عبد الناصر الجابري من أهالي نزلة السمان التوجه إلى ميدان مصطفى محمود للمشاركة فى مظاهرة لتأييد النظام، كما قرر أنه يوم الأربعاء الموافق 2 فبراير الماضي، حال تواجده بمحطة مشعل بنهاية شارع الهرم شاهد ما يقرب من عشرة جمال تهرول مسرعة فى اتجاه الطريق الدائري متجهة إلى ميدان جامع مصطفى محمود ومنه إلى ميدان التحرير محملة بالحجارة التى تم الحصول عليها من منطقة أبو صير ومنطقة المحاجر وأن قائدي تلك الجمال كانوا يحملون سياطا جلدية.
وأكد الشاهد أنه علم أن اتصالاً قد جرى بين عبد الناصر الجابرى، عضو الحزب الوطني، وعضو مجلس الشعب السابق واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق حرضه فيه الأخير على مهاجمة المتظاهرين بميدان التحرير ومحاولة تفريقهم، حيث تردد بين أهالي نزلة السمان أن اللواء إسماعيل الشاعر ذكر للمدعو عبد الناصر الجابري ما نصه: "ها نرجع شحا تين زى زمان يا جابري وتحمل الجمال، اتصرف بقى"، وأضاف المبلغ أنه قد يصعب أن يدلى أحد من الذين شاركوا فى مسيرة الجمال المذكورة بأقواله، حيث إنه يوجد إنذار وتهديد من قبل البعض من سالفي الذكر بعدم التحدث فى ذلك الأمر.
وذكر سالم محمد أبو العبد حميدة - المقيم 665 ش الدكتور زكى حواس - حلوان، ويعمل مهندسا بشركة النصر لصناعة مواسير الصلب، أنه شاهد قائد الحرس المرافق للواء سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي يقوم بتعبئة ستين حافلة تابعة للوزارة من البلطجية المسلحين بأسلحة بيضاء وكذلك الموظفون بالوزارة وتوجيههم إلى ميدان التحرير، وأضاف مقرراً أنه بسؤالهم عن وجهتهم قرر بعضهم أنهم متوجهون لإخلاء ميدان التحرير من المتظاهرين، وأضاف أن السيدات اللاتي ظهرن فى التليفزيون المصري فى يوم 2 فبراير 2011 كلهن من العاملات بالمصانع الحربية.
