16 قتيلا بتشييع جنازة في حمص
قالت ما تعرف بلجان التنسيق المحلية في سوريا إن 16 شخصا على الأقل قتلوا الثلاثاء أثناء تشييع جنازة قتلى في منطقة الخالدية في مدينة حمص بعد أن تعرضوا لإطلاق نار كثيف.
جاء ذلك بعد أن قال سكان إن قوات سورية ومليشيات موالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلت ثلاثة أشخاص في هجمات على أحياء في شتى أنحاء مدينة حمص، مع تصاعد قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، بعد يوم من مقتل 13 شخصا بذات المدينة.
وقال أحد السكان لرويترز عبر الهاتف إن هناك جنودا ومركبات مدرعة بكل حي سكني، والقوات غير النظامية الموجودة معهم هي فرق اغتيال، يطلقون النار دون تمييز منذ الفجر ببنادق ومدافع رشاشة. وأشار إلى أنه لا أحد يستطيع أن يغادر منزله.
وكانت لجان التنسيق المحلية قد ذكرت أن قوات نظام الأسد قتلت أمس عشرة أشخاص في هجمات على أحياء سكنية بالمدينة، مشيرة إلى أن القوات المدعومة بالشبيحة عاثت فسادا في الشوارع وأطلقت النار بشكل عشوائي وقامت بحصار أحياء بأكملها، وأشارت إلى أنها قتلت أيضا ثلاثة مواطنين بمدينة القصير التابعة لمحافظة حمص.
وأفاد مراسل الجزيرة في لبنان بأن أكثر من خمسمائة شخص عبروا الحدود السورية إلى لبنان قادمين من مدينة القصير.
وحمص الواقعة على بعد 165 كلم إلى الشمال من دمشق ويقطنها مليون نسمة دخلتها لأول مرة القوات والدبابات قبل شهرين، وسيطرت على الساحة الرئيسية بعد احتجاجات كبيرة مطالبة بالحريات السياسية وإنهاء حكم الأسد.
زرع الفتنة
وأكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن قوات الأمن قامت بمهاجمة البلدة بعد أن فشلت في مخططها لزرع الفتنة بين مختلف مكونات المجتمع.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا إن أهالي مدينة حمص استنكروا ما يحاول تسويقه مقربون من السلطات من شائعات عن اقتتال طائفي في مدينتهم، ووصفوا تلك الأنباء بأنها عارية عن الصحة.
وأوضحت المنظمة في بيان أنّ ما يجري هو هجوم على المدنيين من الأجهزة الأمنية والجيش وكتيبة المهام الخاصة وبعضهم بالثياب المدنية.
وأشارت إلى هجوم على حي القصور وعملية ترويع وإطلاق رصاص عشوائي تبعها عملية نهب وسلب للمحال التي تركها أصحابها إثر إطلاق الرصاص وحالة الرعب التي سادت المكان.
كما تحدثت عن إطلاق نار كثيف في حي الغوطة عند خروج المصلين من صلاة العشاء، وتم توجيه بعض الرصاصات باتجاه جامع الحافظ فهرب المصلون ومنهم من عاد إلى المسجد، ثم ظهرت سيارة مصفحة وخلفها باص للأمن قام من بداخله بإطلاق نار عشوائي في شوارع الغوطة الرئيسية لترويع المواطنين.
مفاوضات بالبوكمال
وفي شرق سوريا أجرى المقيمون في بلدة البوكمال على الحدود مع العراق محادثات الاثنين مع القوات التي تحاصر البلدة لتجنب هجوم بعد انشقاقات في صفوف قوات الأمن التي حاولت قمع مظاهرات الشوارع هناك.
وقال مقيمون إنه تم إرسال قوات من غرب البلاد بعد أن نزل آلاف الأشخاص إلى الشوارع بسبب قيام ضباط من المخابرات العسكرية بقتل خمسة محتجين السبت منهم فتى عمره 14 عاما.
وقال رجا الدندل، وهو أحد شيوخ عشيرة العقيدات بمدينة البوكمال، إن وجهاء من المدينة وبعض الأطباء والمثقفين التقوا بعض المسئولين والقادة العسكريين الذين طالبوا بتسليم الأسلحة التي سرقت من مبنى المخفر ومديرية المنطقة وبعض الأشخاص المطلوبين.
وذكرت صحيفة الوطن القريبة من السلطة الاثنين أن الوضع بمدينة البوكمال "على صفيح ساخن".
وقالت أيضا "التوتر استمر بعد أن عاشت المدينة أحداثا مؤسفة تسببت بها مجموعات من المحتجين الذين تحولوا لمجموعات مسلحة قامت بأعمال حرق وتكسير وترهيب لحياة المواطنين الذين نزح بعضهم إلى القرى المجاورة".
من جهة أخرى تحدثت الصحيفة عن "عودة الهدوء والاستقرار" لمدينة حماة
(210 كلم شمال دمشق) التي شهدت مظاهرات كبيرة ضد النظام الأسابيع الأخيرة. وأضافت أن مدينة إدلب (شمال غرب) تشهد "إضرابا".