ننفرد بنشر تقرير سرى عن القائمة الكاملة لممتلكات حسين سالم .. الأسماء الواردة في قائمة شركاء حسين سالم تؤكد وجود تنظيم يقاوم عودته إلى مصر
السبت، 16 يوليو 2011 - 09:13
رجل الأعمال حسين سالم
كتب - محمود سعد الدين
نقلا عن اليومي
يمتلك 12 شركة مساهمة في الأقصر وسيناء بقيمة 30 مليار جنيه.. وشركات بترول بقيمة 662 مليون دولار .. و172 ألفاً و500 سهم ببنك قناة السويس
تنفرد «اليوم السابع» بنشر القائمة الكاملة لممتلكات رجل الأعمال حسين سالم، والواردة في تقرير واف أعدته لجنة الفحص المشكلة من قبل جهاز الكسب غير المشروع في 19 صفحة بتاريخ 20 أبريل 2011.
التقرير «سرى جداً»، يحمل تفاصيل ومعلومات كاملة عن قائمة ممتلكات تتنوع فيها أوجه الثراء الفاحش وتضخم للثروات غير مبرر، ممتلكات لرجل بدأ حياته بمرتب شهري 18 جنيها ويثمن حاليا بـ350 مليار جنيه، ممتلكات لرجل توحش في ممارسة التجارة حتى المشبوهة منها: ليس لعقليته الاقتصادية الفذة وإنما لعلاقته القوية بالرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فأسس سالم شركات في الفندقة والسياحة وتجهيز المؤتمرات والزراعة والصناعة والتنمية البيئية وتحليه مياه البحر واستثمارات البترول والطاقة.
القائمة الكاملة للممتلكات تكشف عن علاقات متشابكة بين سالم، وكل رجال الأعمال والمئات من الوزراء ووكلائهم على مدار السنوات الماضية، وكيف كانوا يتسترون على كل مخالفاته للقانون رغم تكرارها، بداية من تخصيص الأراضي بدون مناقصات ومنح التراخيص وتوفير التسهيلات.. تكشف أهمية استعادة حسين سالم ومحاكمته بالقاهرة، ودور رجال أعمال لهم ثقل في البلاد ممن شاركوه في مشاريعه كعائق أمام عودته البلاد، لأنه لو عاد سيترتب على ذلك فتح مئات الملفات التي ستكون أبسط نتائجها انتقالهم إلى سجن طره أو حسبما يطلق عليه «بورتو طرة».
يتضمن تقرير لجنة الفحص المشكلة من قبل جهاز الكسب غير المشروع بشأن السيرة الذاتية لحسين سالم وحياته الوظيفية على قائمة ممتلكاته في ترتيب الأوراق ويكشف بداياته المتواضعة.
بدأ الإمبراطور حسين سالم حياته الوظيفية براتب 18 جنيها عندما تم تعيينه عام 1961 في وظيفة مراجع حسابات بصندوق دعم صناعة الغزل والمنسوجات القطنية، وارتفع راتبه بعد ذلك إلى 43 جنيها عندما عمل بالشركة العربية للتجارة الخارجية كمدير لإدارة الغزل والنسيج، وهى الشركة التي تقلد فيها عدة مناصب في فروعها المختلفة بالدول العربية، كمدير للمركز التجاري في الدار البيضاء عام 1962 ومدير لنفس المركز في بغداد عام 1964، إلى أن عاد عام 1973 للقاهرة للعمل بالمؤسسة المصرية العامة للتجارة الخارجية وأعير منها للعمل بشركة الإمارات العربية المتحدة للتجارة في إمارة أبو ظبي كمدير عام الفروع وعضو بمجلس الإدارة.
يمتلك سالم وعائلته 12 شركة مساهمة في شرم الشيخ والأقصر وسيناء بقيمة إجمالية تزيد على 30 مليار جنيه، غير أن المعلومات التفصيلية لكل شركة على حدة تكشف مدى التفكير لدى سالم في الانتشار على نطاقين، الأول أفقيا على أرض الواقع بتوسيع نطاق إمبراطوريته ومضاعفة أعداد الشركات في كل القطاعات مثل تحلية المياه والسياحة والفندقة والإنشاء والتعمير والطاقة والكهرباء والتنمية البيئية واستثمارات البترول والزراعة والصناعة، والثاني بزيادة حجم رؤوس أموال الشركات ومضاعفة أرباحها السنوية.
الشركة الأولى المقيدة في إمبراطورية حسين سالم تسمى شركة نعمة للجولف والاستثمار السياحي وهى شركة مقيدة برقم 1195 بالسجل التجاري لمدينة الطور وتتولى إقامة قرى سياحية مكونة من فنادق وملاعب جولف رياضية ومطاعم وأسواق تجارية وكافيتريات، ويساهم حسين سالم فيها برأس مال قيمته 63 مليونا و165 ألف جنيه ونجله خالد بقيمة 118 مليونا و413 ألفا ونجلته ماجدة بقيمة 71 مليونا.
أهمية تلك الشركة في إمبراطورية حسين سالم أنها تملك فندق فيل موفنبيك الجولف وهو الفندق الذي كان الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك يقيم فيه عند زيارته لمدينة شرم الشيخ وحققت أرباحا لسالم وصلت 162 مليوناً و836 ألف جنيه.
السياحة والفندقة ركن أساسي لدى إمبراطورية حسين سالم، فهو يعتبرها باب الخير عليه وهو ما دفعه لإنشاء كل مشاريعه في شرم الشيخ وسيناء والأقصر، وتمثل اهتمام سالم بذلك في إنشائه 6 شركات في مجال السياحة بشكل عام غير أنها تختلف نوعيا في الخدمات المقدمة، حيث يمتلك سالم شركة فيكتوريا المتحدة للفنادق والمقيدة برقم 278 بالسجل التجاري لمدينة الطور، وهى الشركة المتخصصة في تقديم الخدمات الفندقية لتعود عليه بربح سنوي يقدر بـ37 مليون جنيه سنويا بناء على تقارير الإقرارات الضريبية، في الوقت الذي يساهم فيه سالم فيها بقيمة 89 مليونا و220 ألف جنيه ونجله خالد بـ25 مليونا و750 ألف جنيه ونجلته ماجدة بـ4 ملايين و660 ألف جنيه، ويمتلك سالم شركة أخرى تدعى فيكتوريا ولكنها متخصصة في النقل السياحي ويساهم فيها سالم بمبلغ مليون و716 ألف جنيه، ونجله خالد بمبلغ 792 ألف جنيه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن شركة فيكتوريا للنقل السياحي تتكامل في عملها مع شركة للنقل الجوى كشف عنها التقرير السري للجنة الفحص في صفحته السابعة مملوكة لخالد نجل حسين سالم، تسمى بشركة «كذا جنيتر وينجز افياشن» وهى شركة مساهمة مصرية خاضعة للقانون برقم 8 لسنة 1997 لضمانات وحوافز الاستثمارات وتختص بما يسمى «التاكسي الجوى» حتى 27 راكبا، ويمتلك خالد حسين سالم فيها 16 ألف سهم بقيمة مليون و600 ألف جنيه ومقرها مبنى التصدير الدولي بمطار القاهرة الجوى.
بالعودة لشركات الفنادق التي يمتلكها حسين سالم، سنجد أن التقرير السري كشف عن امتلاكه شركة فندق الأقصر جراند أوتيل، وشرم الشيخ للفنادق، ومراكز المؤتمرات، والأخيرة هي شركة تحظى باهتمام من قبل حسين سالم لأنها كانت تتولى في أوقات كثيرة إجراءات التحضير والإعداد لمؤتمرات ولقاءات مبارك مع المسئولين والوزراء ورؤساء العالم والملوك العرب بشرم الشيخ ويبلغ رأس مالها الإجمالي 50 مليون جنيه.
الشركة الأخيرة لحسين سالم في مجال السياحة حملت اسم شركة التمساح للمشروعات السياحية، وذلك نسبة إلى جزيرة التمساح بمدينة الأقصر وهى الجزيرة التي بني عليها حسين سالم أشهر فنادقه على الإطلاق «موفنبيك جولى فيل» ضمن قرية سياحية تتضمن عدة مبانٍ وشاليهات وملاعب وحمامات سباحة ومطاعم على مساحة 131 فدانا، اشترى جزءا منها من المواطنين والجزء الآخر بالتخصيص من محافظة قنا والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية.
شركة «جزيرة التمساح» -حسبما يطلق عليها أهل مدينة الأقصر- يساهم فيها سالم بقيمة 14 مليونا و995 ألف جنيه، وهو مبلغ يعد للمرة الأولى أقل من قيم مساهمة نجله خالد والبالغة 112 مليونا و500 ألف، إضافة إلى 7ملايين و500 ألف باسم حفيدته نور خالد ومثلهما لحسين خالد حسين سالم -الحفيد المدلل إليه- كما أنها أعادت عليهم ربحا في الفترة من عام 2005 حتى 2008 قيمته 48 مليونا و32 ألف جنيه, واللافت في جزيرة التمساح أنه على الرغم من المخالفات القانونية التي ارتكبها حسين سالم في الحصول على 131 فدانا سواء في إجراءات التعاقد أو عمليات البناء وإنشاء القرية السياحية وإجراء التوسعات، إلا أنه لم يصدر ضده أي قرار سلبي في عهد النظام السابق وصدر فقط يوم 28 فبراير 2011 من محافظ الأقصر أي بعد 17 يوما من تنحى مبارك -الداعم الرئيسي له.
ولم يتوقف سالم عند حد إنشاء المشروعات السياحية فقط، إنما تعدى الأمر لإنشاء مشروعات وشركات أخرى لخدمة تلك المشاريع بشكل مباشر أو غير مباشر مثل تأسيس شركة مياه جنوب سيناء لتحلية مياه البحر والآبار وإنشاء مصنع لتعبئة المياه في زجاجات ومد فنادقه ومشاريعه السياحية بها بدلا من الشراء، وفى ذات الوقت تعود عليه بربح يصل متوسطه إلى 5 ملايين و750 ألف جنيه سنويا، رغم أن نسبة مشاركة سالم فيها لا تزيد على مليون و313 ألف جنيه، كما أنشأ سالم بحسب التقرير السري للجنة الفحص 3 شركات استكمالية في مجالات مختلفة برأس مال قليل نسبيا مثل شركة بذور للزراعة برأس مال لا يزيد على مليون ونصف المليون، وشركة جنوب سيناء للتنمية البيئية برأس مال يبلغ 9 ملايين جنيه بواقع 5 ملايين ونصف المليون باسمه، و3 ملايين ونصف المليون باسم نجله خالد، والشركة العربية للاستثمارات البترولية والطاقة برأس مال 5 ملايين جنيه بواقع 2 مليون و600 ألف باسمه ومليون و500 ألف لخالد و900 ألف لنجلته ماجدة.
«ميدور للكهرباء» أو «ميدالك».. هو اسم الشركة الأكثر شهرة وأهمية بإمبراطورية حسين سالم خارج مجال السياحة والفنادق، فهي شركة مساهمة مصرية بنظام المناطق الحرة العامة بالإسكندرية وفقا لأحكام القانون رقم 8 لسنة 1997 برأسمال مرخص قدره 75 مليون دولار ورأسمال مصدر قدره 27 مليون دولار، وتختص تلك الشركة بإنشاء وتملك وتشغيل وإدارة شركة للكهرباء لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة لشركتي ميدور وميدتاب -المملوكتين لحسين سالم.
ويساهم سالم في تلك الشركة بمقدار 94.5 ألف سهم بقيمة 9.45 مليون دولار ونجله خالد بمقدار 54 ألف سهم بقيمة 5.45 مليون دولار ونجلته ماجدة بمقدار 13.5 ألف سهم بقيمة 1.35 مليون دولار.
وأخيراً شركة كولتكس الأيرلندية، وهى شركة مملوكة لحسين سالم بمقدار 108 آلاف سهم بقيمة 10.8 مليون دولار، ونجاح تلك الشركة في إمبراطورية الإخطبوط حسين سالم انعكست على رأس مال الشركة والذي تمت زيادته في الفترة من عام 1998 حتى 2009 عدة أضعاف رأس المال الأساسي، بخلاف أسهمه في البنوك وعلى رأسها بنك قناة السويس الذي يمتلك فيه 172 ألفا و500 سهم.
الممتلكات العقارية ركن آخر حيث كشف التقرير عن معلومات وتفاصيل جديدة فحسين سالم يمتلك كوكتيلا من الفيلات والشاليهات وقطع الأراضي والشقق المتميزة، والتي يحافظ كعادته على أن يكتبها باسمه وزوجته نظيمة ونجليه خالد وماجدة.
منها الفيلا رقم 38 نموذج G الكائنة بقرية مينا جاردن سيتي بمحافظة 6 أكتوبر والفيلا رقم 29 بمدينة شرم الشيخ والعقار رقم 96 شارع النزهة بألماظة بالقاهرة والعقار رقم 28 بشارع رشدي وهو مقر شركة فيكتوريا المتحدة للفنادق، بالإضافة إلى 5 فيلات بمشروع الجولف شمال خليج نعمة يمتلكها نجله خالد وقطعة أرض مستصلحة تبلغ 16 فدانا بالحوض رقم 2 ناحية البساتين بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة.
أما عن قطع الأراضي فسرد التقرير السري للجنة الفحص عنها تفاصيل كثيرة، خاصة أن التقرير رصد الأراضي التي اشتراها حسين سالم في السنوات الأخيرة والتي كان القاسم المشترك بينها، أنها في مواقع متميزة جدا وبالتخصيص بدون أي مناقصات وبأسعار زهيدة أقل من سعر السوق، فحسين سالم اشترى قطعة أرض رقم 84 بمنطقة شمال خليج نعمة بالتخصيص من محافظة جنوب سيناء تصل مساحتها حوالي مليون و728 مترا مربعا بمبلغ 32 مليونا و184 ألف جنيه، وقطعة أرض أخرى في خليج نعمة أيضا مساحتها 208 آلاف و388 مترا بالتخصيص من محافظة جنوب سيناء بقيمة 6 ملايين و800 ألف جنيه، كما اشترى 79 ألفا و805 أمتار مربعة بقيمة مليون و944 ألف جنيه، بالإضافة إلى قطعة أرض مستصلحة باسم نجله خالد تبلغ مساحتها 16 فدانا بالحوض رقم 2 ناحية البساتين الثانية مركز أبوالمطامير بمحافظة البحيرة من رجل أعمال إماراتي الجنسية.
الرفاهية في حياة الإمبراطور حسين سالم حسبما سجلها التقرير السري ظهرت في امتلاكه طائرة خاصة تحمل تسجيل حروف GEDHY طراز F2000، إنجليزية الجنسية ومقرها بمدينة بروكسل بدولة بلجيكا، وتقوم على خدمتها بجمهورية مصر العربية شركة لخدمات الطيران، واللافت أن تلك الطائرة هي نفسها التي استغلها حسين سالم في الهروب من مصر بعد أحداث 25 يناير، فحسب سجلات الطيران، فقد غادر سالم سماء شرم الشيخ يوم 29 يناير متوجها إلى دولة رومانيا، كما تبين أن نجله خالد يمتلك لنشا بحريا يسمى بلولجون تم شراؤه بمبلغ 923175 جنيها، كما يمتلك خالد شركة «أكذا جنيتر وينجز افياشن» سالفة الذكر.
خاتمة قائمة ممتلكات رجل الأعمال حسين سالم الواردة بالتقرير السري انتهت بشركات البترول التي كان لسالم النصيب الأكبر من المساهمة في تأسيسها، وهى شركات البحر الأبيض المتوسط، وهى الشركة التي تولت الوساطة في تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل وربح سالم من ورائها 531 مليون دولار، فضلا عن الشركات الثلاثة الأخرى، وهى الشرق الأوسط لتكرير البترول والشرق الأوسط للصهاريج وخطوط أنابيب البترول «ميدتاب» وشركة غاز الشرق.
وبعيدا عن التدقيق فيما تحمله أرقام مساهمات حسين سالم المالية في كل شركة من شركاته الأربعة والبالغة قيمتها 662 مليون دولار، فإن طبيعة تكوين الشركات وطبيعة أسماء المؤسسين تعكس طبيعة علاقات الإخطبوط حسين سالم برجال أعمال من كل الجنسيات، وعلى رأسهم يوسف ميمن الإسرائيلي الجنسية والذي شارك سالم في شركة الشرق الأوسط لتكرير البترول بنسبة بلغت 145 مليون دولار.
اللافت أن شركات حسين سالم كانت متشعبة في مصر، وعلى قدر ذلك تتوسع علاقاته برجال أعمال مصريين يتبادلون معه المصلحة، قد لا تحتوى الأوراق على أسمائهم، لكن دوائر المال والاقتصاد تجمعهم على مائدة واحدة وهو ما يؤدى إلى نتيجة واحدة، بأنه على قدر ما يوجد ملايين المواطنين المصريين الذين ينتظرون عودة حسين سالم من إسبانيا ومحاكمته بالقاهرة، بقدر ما يقف رجال أعمال لهم ثقلهم في مصر حيال تنفيذ عملية العودة لما يترتب عليها من نتائج سيئة أقلها انتقالهم إلى سجن طرة، بخلاف المئات من وكلاء الوزراء الذين تساهلوا مع حسين سالم طيلة السنوات الماضية في منحه الأراضي دون مناقصات وبأسعار أقل بتراخيص دون إتباع القانون واللوائح عندما كان يمثل أحد الأركان الرئيسية في النظام السابق وقت جبروته.