من وراء تفجير خط الغاز للمرة الرابعة ؟
التحقيقات كشفت عن وضع الجاسوس الإسرائيلي -تشايم -تصورا للتفجير
◀ العريش من: أحمد سليم وحسناء الشريف
منذ اندلاع ثورة ـ 25 يناير وإسقاط النظام الفاسد وهناك كثيرون يتربصون بمصر ـ يحاولون النيل منها في إطار الثورة المضادة التي تمثل تحالف قوي الشر المضادة لأهداف الثوار
فهناك جهات خارجية لا تريد الاستقرار لمصر، وهنا جماعات داخلية تهدف إلي إثارة الفوضى والفتنة وترويع المواطنين.. مما يتطلب إدراك مقاصد خفافيش الظلام والتصدي لها. فالأمن القومي المصري ليس مستباحا، ولابد من ملاحقة الجناة وإحباط مخططاتهم وتقديمهم للعدالة .. فأمن مصر خط احمر لا يمكن تجاوزه بهذا العبث!!
ومن تداعيات ذلك الوضع في شمال سيناء ومنها حل السلاح علنا وإطلاق الرصاص عشوائيا.. واختفاء عناصر الأمن وقطع الطرق واختطاف السيارات ونشاط مافيا التهريب هذا هو ما يحدث علي ارض سيناء والأخطر من ذلك ما شهدته منطقة شمال سيناء من أربعة تفجيرات هزت المنطقة لضرب خط الغاز الطبيعي الذي يغذي العريش وتم تصديره للأردن وإسرائيل وعادة يكون التفجير فجرا أشبه بالزلزال ويبدو أن هناك إصرارا علي قطع إمدادات الغاز المتجهة إلي دول الجوار.. ولكن من وراء ذلك وهل هي عناصر داخلية أم خارجية وهل الهدف منع تصدير الغاز أم إثارة الفزع والقلاقل بالمنطقة.. وهل للموساد الإسرائيلي دور فيما يحدث.
وعادة ما يهز الانفجار المنازل تعقبه السنة لهب تري من مسافة 100 كيلو متر وتمتلئ أجواء السماء بدخان كثيف يظن البعض أنها الحرب فيهرولون مسرعين إلي الشوارع في محاولة للنجاة بأنفسهم، فماذا حدث في هذه الأيام؟ وماهي حقيقية الانفجاريات ؟ وما أسبابها ودوافعها؟
أنها تفجيرات خط الغاز الطبيعي المتجه إلي الأردن وإسرائيل وللمرة الرابعة، وهل ستتمكن الأجهزة في وسط هذه الظروف من السيطرة علي حجم النيران.. وحول هذه المخاوف حدثنا السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء عن الانفجار الأخير فقال إن مجهولين قاموا 43.650793650793645%في تمام الساعة 1.55 صباحا بتفجير محطة تغذية خطوط الغاز الواقعة بجوار منطقة الطويل والذي يتجهه إلي خط الغاز العربي والمنطقة الصناعية بوسط سيناء، وأضاف انه تم غلق محابس الغاز من منطقة القنطرة شرق وكذلك المحابس الداخلية وقد تمت السيطرة علي المحابس وارتفعت السنة اللهب عشرات الأمتار في السماء وان صوت الانفجار قد احدث ما يشبه الزلزال بالمنازل وأضاف شهود العيان أنهم خرجوا فور سماعهم لأصوات الانفجار وشاهدوا السيارة وهي تعبر من مكان الانفجار بصحراء سيناء متجهة إلي العريش وهي تسلك الدروب الصحراوية بالمنطقة، وأضاف سكان القرية أن وجود المحطة بعيدة عن مساكنهم أنقذهم من كارثة حقيقية وبالرغم من تسارع الأجهزة الأمنية للوصول إلي منطقة التفجيرات وغلق جميع المنافذ المؤدية إلي مدينتي العريش والإسماعيلية إلا أن منفذي التفجيرات قد نجحوا في الهروب ولم تتمكن جهات التحقيق من تحديد هويتهم أو دوافعهم للمرة الرابعة علي التوالي منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وأضاف المحافظ أن تفجير خط الغاز للمرة الرابعة يستهدف زعزعة أمن الوطن وعدم استقراره.
سيناريو الحادث
وللتعرف أكثر عما حدث التقينا بحراس المحطات التي تم تفجيرها وكانت أقوالهم جميعا متشابهة ففي التفجير الأول أكدوا أن هناك سيارتي نصف نقل دفع رباعي توقفتا في الساعة الواحدة صباحا وقالوا اذهبوا بعيدا عن المكان لأننا سنقوم بتفجيره حالا وبالفعل ابتعدنا عن المنطقة وماهي إلا لحظات وسمعنا دوي انفجارات ضخمة أعقبتها ألسنة نيران وأضاف الحارس أن اللهجة التي كانوا يتحدثون بها لهجة مصرية وآخرين يتحدثون باللهجة الفلسطينية وكانوا يحملون الأسلحة الآلية وعندما حاولنا الاتصال بالهواتف أخذوها منا ثم قاموا بالتفجير وسمعنا صوتا يدوي فسقط صديقي مغشيا عليه وهنا تركونا وكرروا نفس الكلمات اركضوا وهذه الكلمة لها دلالة فهي ليست من اللهجة السيناوية أو المصرية وتؤكد ضلوع عناصر أجنبية في التفجير ويواصل الحراس شهادتهم بقولهم بعد أن تركونا وتمكنت من إفاقة صديقي وقد أعطوا لنا الهواتف التي أخذوها منا وقمنا بالاتصال بالشركة لإغلاق المحابس الرئيسية حتى نخمد ألسنة النيران.
كما تقوم فرق من عناصر أمنية بتمشيط كامل للمنطقة بمختلف دروبها الصحراوية في محاولة لضبط منفذ التفجير.. وعلي مستوي الشركات المسئولة للتأمين وهي شركة جاسكو دائما ما يؤكدون عن تأمين خطوط الغاز أنهم بصدد اتخاذ إجراءات إضافية تضمن عدم تكرار المحاولة والتي تمت السيطرة عليها بالكامل ولم تقع أية إصابات في الأفراد نتيجة التفجير، يذكر أن خط الغاز كان قد تعرض لمحاولة تفجير أربع مرات سابقة وتم تدمير الخط المتجه إلي الأردن وإسرائيل أربع مرات منذ اندلاع ثورة يناير كما شهدت محاولة فاشلة قبل هذا التاريخ من قبل عناصر مجهولة التي شهدتها المنطقة ولعل ما يثير الاستغراب والدهشة هو قيام الشركة المسئولة بتأمين خطوط الغاز من قبل حراس لا يحملون إي سلاح!!
يأتي ذلك في الوقت الذي ينفي أهالي سيناء ومشايخها أن تكون لهم أية علاقة بالتفجير فيقول الشيخ ناصر أبوعكر أننا نقوم بتأمين هذا الخط باستمرار ولكن بعض المخربين استغلوا أننا نقوم بتأمين مناطق أخري في ظل الظروف الواقعة وقاموا بالتفجير مؤكدا أنهم ليسوا من أهل سيناء علي الإطلاق فالوسائل التي استخدمت تدل علي أن هناك أناسا من الخارج يهدفون إلي زعزعة الأمن في مثل هذه الظروف.
الحمد لله
أما المهندس ياسر الإسكندراني فيقول : الحمد الله أن الخطورة التي كنا نخشاها أن التفجير قد لا يشعل الغاز وبالتالي يكون هناك احد أمرين، إما أن تحدث انفجارات متتالية تمتد إلي نهاية خط الغاز وهذا بالطبع سيدمر المدينة بأكملها أو أن يتسرب الغاز ليملأ الأجواء، وهنا يستنشق المواطنون غازا يقضي عليهم في لحظات، فضلا عن انه إذا كان هناك أي شيء مشتعل فستجعل الجو بالكامل كتلة لهب يصعب السيطرة عليها.
ملثمون مجهولون
الأهرام التقت بمصدر أمني رفيع المستوي فقال :انه قد يكون من يقوم بهذه الهجمات هم بعض العناصر الفلسطينية المتشددة التي دخلت إلي سيناء عبر الإنفاق، وإنها هي نفسها التي نفذت عدة هجمات بقذائف اربي جي علي معسكر الأمن المركزي برفح، إضافة إلي هجمات اخري علي بعض الكنائس برفح والعريش، فيما يرجح الاحتمال أنهم من بعض المتشددين دينيا الذين يرفضون قيام مصر بتزويد إسرائيل بالغاز بمبالغ زهيدة، والاحتمال الثالث أن تكون هذه الهجمات من عناصر تستهدف زعزعة الأمن فقط، وتؤكد أن هدفها وقف الغاز.
وتكرر في هذا الهجوم نفس السيناريو الذي حدث في الهجوم الأول والثاني والثالث والرابع حيث غالبا ما يصل مجموعة من الأشخاص الملثمين والمسلحين بالأسلحة الآلية إلي مكان المحابس الذي يقع في منطقة جبلية ويقومون بطرد الحراس ثم تفجير المحبس عن بعد ثم يتمكنون من الفرار وسط الصحراء بعد التفجير، وأضاف المصدر أن الاحتمال الكبير هو أن منفذي الانفجار أفراد من خارج مصر ويدلل علي ذلك بقوله أن أسلوب التفجير في المرات السابقة واحد وهو استخدام متفجرات عن بعد، وهذا يتم تصنيعه واستخدامه في دول مجاورة وليس صنعا محليا ومما يؤكد ذلك أيضا تحقيقات النيابة العامة بشمال سيناء والتي أكدت في تقريرها أن طريقة التفجير في العمليات الأربع واحدة عن طريق وضع العبوات الناسفة أسفل الخط ثم التفجير عن بعد وإخراج الحراس تحت تهديد الأسلحة الآلية.
فيما تشير بعض المصادر الأمنية إلي انه لا يستبعدان يكون للمعتقل الإسرائيلي ـ الأمريكي ايلان تشايم غرابيل، المتهم بالتجسس دور في التفجيرات خاصة أن التحريات قد أوضحت أن المتهم وضع تصورا كاملا عبر خرائط وكاميرات وشبكات رصد ومجموعات عمل لتفجير خط الغاز المصري لإسرائيل بمنطقة العريش، لوضع مصر في موقف محرج أمام الرأي العام الدولي، وإلزامها بدفع تعويضات كبيرة من جراء ذلك.
تحقيقات النيابة
ففي التفجيرات الأربعة كان ما توصلت إليه تحقيقات النيابة واحدة فجميعها أكدت بإشراف المستشار عبد الناصر التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء أن التفجيرات تتم عن طريق وضع عبوات ناسفة أسفل خط الغاز الرئيسي وان التفجيرات تتم عن بعد وهو نفس الأسلوب الذي يستخدم دائما في تفجيرات محطات الغاز مما يؤكد أن الجناة في المرات السابقة هم نفس الجناة في هذا التفجير كما أن قرارات النيابة تشمل إرسال المادة المستخدمة في التفجير للمعمل الجنائي لبيان نوعيتها وكذلك سرعة ضبط الجناة الهاربين.
توالت ردود الأفعال للدول المستوردة للغاز الطبيعي المصري والذي يجد احتجاجا كبيرا من العديد من التيارات السياسية المصرية ـ الأهرام ـ رصدت ردود أفعال هذه الدول من خلال ما بثته صحفهم وبياناتهم المختلفة فقد ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي «كول تساهيل» إن الانفجار الكبير الذي وقع فجر الثلاثاء الماضي في خط أنابيب الغاز الممتد من مصر إلي إسرائيل، في شبه جزيرة سيناء سيكبد تل ابيب خسارة مالية تقدر قيمتها بـ 5 ملايين شيكل يوميا، حيث أن كل يوم يمر علي إسرائيل بدون الغاز المصري يعد كارثة علي الاقتصاد الإسرائيلي، واستنكرت بشدة الإذاعة العسكرية قيام مجموعة من المسلحين باقتحام احد حقول الغاز في سيناء وزرع عدد من العبوات الناسفة في المكان، مما أدى لتفجير الخط، وأوضحت إذاعة الجيش أن هذا الانفجار الرابع هو الذي تقوم به عناصر مجهولة ثم تقوم بالهرب دون إلقاء القبض عليهم.