رأفت محمد السيد يكتب:
متى سيكون القصاص من العادلي وأعوانه؟
حبيب العادلي يعد من وجهة نظري المتواضعة أسوأ وزير داخلية مصري على مر العصور على الرغم من أن مصر لم تر وزير داخلية إلا وكان جلادا باستثناء القليل جدا، وهم من لم يمكثوا طويلا في مناصبهم ويعرفهم الشعب المصري جيدا إلى الآن، هذا الرجل الذي يدعى حبيب العادلي والذي وهو اسم على غير مسمى لأنه لم يكن أبدا (حبيبا) لأحد حتى لنفسه ولم يكن أبدا (عادلا) بل كان رمزا من رموز الظلم والطغيان، فلم يعرف للعدل طريق أو اتجاه فقد كان لا يعرف عن العدل شيئا إلا كونه جزءا من اسمه المركب، هذا الرجل الدموي سيظل في رقبته دماء أبنائنا الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف والجهاد ( ميدان التحرير) عندما طالبوا بإسقاط النظام، هذا الرجل الذي قتل زهرة شبابنا جاء الآن وبعد أن سقط النظام وصار وحيدا بدأ يتكلم ويدلى باعترافات خطيرة أخرى عن وسائل التعذيب التي كانت تستخدم في عهده، كما نشرت معظم الجرائد المصرية وغيرها، وأهم وأشهر هذه الوسائل ما أسماه "غرفة جهنم السرية" بمقر الحزب الوطني، مشيرا إلى أن هذه الغرفة كانت مخصصة لرصد جرائم المسئولين وكبار رجال الدولة وأفراد البعثات الدبلوماسية لاستغلالها وقت اللزوم، مشيرا إلى تورط جمال مبارك وصفوت الشريف في الإشراف على الغرفة - وقال العادلي إنه كان يتلقى أوامره من الرئيس مبارك فقط، وأنه يجب سؤال مبارك أولاً عن الجرائم التي نسبت للعادلي، حيث كشف وزير الداخلية السابق حبيب العادلي أثناء التحقيقات معه عن وجود غرفة في مقر الحزب الوطني الديمقراطي الرئيسي في ميدان التحرير بالقاهرة، يعلم مكانها ويحتفظ بأسرارها كل من أمين الحزب السابق صفوت الشريف وأمين لجنة السياسات السابق جمال مبارك، تحتوى على تقارير موثقة بالصوت والصورة والمستندات لما سماه "جرائم" كبار المسئولين بالدولة والبعثات الأجنبية العاملة في القاهرة- وقال العادلي إن هذه التقارير كانت تسلم أولا بأول إلى الشريف ومبارك الابن وأنهما كانا يخفونها في هذه الغرفة، وأكد الوزير الأسبق أنه كان عضوا من أعضاء الحكومة وليس كل شيء بها، وأنه لم يكن الآمر الناهي الوحيد في الوزارة، بل كان ينفذ في أغلب الأحيان تعليمات عليا كانت تأتى إليه عبر الهاتف من قيادات بارزة في الحزب الحاكم - وأشار إلى أن التنظيم السري الذي تم تأسيسه في الوزارة عام 2000 باسم ‘الجهاز السري للأمن السياسي’ كان يعمل تحت قيادته المباشرة ولم يكن هدفه التخريب بشكل مباشر، كما أشيع خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن هذا التنظيم كان هدفه الأساسي إعداد تقارير ‘غرفة جهنم’- كما قال العادلي أيضا أن الاتهامات الموجهة إليه مضحكة، وأنه قدم ككبش فداء للنظام، وذلك بسبب كره عدد كبير من الشعب له ظنا من النظام أن مثل هذا الإجراء سوف يهدئ من روع المواطنين، وأضاف: ‘لكن الناس لم تصدق أنني المجرم في حقهم، لأن الجميع في مصر وخارجها يعلمون أنني وجميع الوزراء نعمل طبقا لتعليمات السيد الرئيس وليس من رؤوسنا، لأننا باختصار دورنا مختزل في رفع التقارير والتوصيات إلى الرئيس وهو صاحب القرار، وبالتالي فإن أي اتهام موجه إلي يجب أن يسأل عنه الرئيس لا أنا’ - وشدد على أنه لن يقبل أن يكون ‘كبش فداء لرجال الأعمال’، واعدا بتقديم مستندات تدين الجميع وتبرئ ساحته وتلقى بالاتهامات الموجهة إليه على رؤوس أصحابها الحقيقيين، وها نحن ننتظر كل الحقائق لنحاكم كل من أضروا ببلادنا وخربوها وقتلوا أبناءنا وإخواننا ولن نترك دماء شهدائنا الأبرار تذهب سدى – أبدا لن يكون، سيظل التاريخ يلعنكم يا عصابة حسنى بابا والأربعين حرامي علما بأنني أشك أن العدد أضعاف أضعاف ما ذكرت – لن يغفر التاريخ لهؤلاء القتلة والسفاحين سافكي دماء الشعب المصري – لن يغفر التاريخ لمن سرقوا المليارات وحولوها إلى بنوك سويسرا وغيرها وتركوا الشعب يعانى الفقر والضياع – لن يغفر التاريخ لكل من أساء فى حق هذا الشعب الذي عانى ومازال يعانى من شدة الفقر والمرض والأمية – لن يغفر التاريخ لكل هؤلاء – ولن يشفى غليل هذا الشعب سوى القصاص ومن قبله إعادة كل الأموال المنهوبة – لن يغفر لكم التاريخ جرائمكم ولن يسامحكم الله وستكونون يوم القيامة رفقاء فرعون وهامان وغيرهم من أئمة الكفر – لأسامحكم الله ولابد من القصاص.