يناير دوت كوم
الثورة الثانية
22/05/2011 10:36:09 م
سقط مبارك ولم يسقط نظامه ، وكافة الدلائل تؤكد أن الثورة لم تبرح ميدان التحرير بعد، وأنها ماثلة حاضرة في قلب وعقل ثوار يناير فقط، ومن يتعاطفون معهم باعتبارهم الأمل في إنقاذ وطن آيل للسقوط.
وفي محاولة لتفريغ الميدان من مضمونه، تجري- بخبث - عملية ممنهجة لتصوير ثواره علي أنهم "أعداء الوطن" الذين سيجرونه للخراب ، ومحاصرة المصريين بكم هائل من المشكلات والصراعات والنزاعات والفتن ، بهدف تقليبهم عليهم، ودفعهم إلي المطالبة بردعهم، تمهيدا لاستنساخ "مباركستان" أخري، وهنا سنكون - لو سارت الأمور كما هو مرسوم لها - بصدد إنتاج سموم قديمة في زجاجة جديدة!
وبالتزامن، بدأت أبواق مبارك الإعلامية ، التي لم تبرح غالبيتها أماكنها بعد، استئناف عادتها القديمة في حرق البخور، وتمجيد السلطة، وتأليه الحكام، باعتبارهم من يملكون وحدهم القدرة علي إنقاذ الوطن من شر هؤلاء الثوار الذين لا يريدون لمصر خيرا!
وحتى تتضح الصورة، وكمثال علي أن شيئا لم يتغير، ما قاله المستشار زكريا عبد العزيز، رئيس نادي القضاة السابق، في تصريحاته لصحيفة "المصري اليوم" أمس من أن: "الثورة لم تصل إلي القضاء حتى الآن، ولن تصل إليه إلا إذا تمت إضافة أعضاء منتخبين لمجلس القضاء الأعلى، ونقل تبعية التفتيش القضائي إليه، بجانب إلغاء سلطات وزير العدل علي القضاة ، وإلغاء ندب القضاة لغير العمل القضائي". وقال أيضا: "لا يجوز أن يكون قاض مستشاراً لوزير محبوس الآن، ولا يجوز أن يكون قاض مستشاراً لمحافظ، أو لرئيس شركة قابضة، القاضي لا يعمل إلا علي منصته".
هذا هو القضاء كنموذج، أما بالنسبة لباقي مؤسسات وأجهزة الدولة فحدث ولا حرج.. ما يحدث خارج محيط الميدان هو نفس ما كان يحدث قبل سقوط مبارك.. يبدو أننا في حاجة فعلا إلي ثورة ثانية!