السبب الرئيسي :
في إحدى المباريات الدولية أعطى الحكم لأحد اللاعبين الأسبان إنذارا وقد كان سابقا يعطى بالكلام وكان الحكم يجيد الانجليزية فقال للاعب الإنذار باللغة ذاتها ولم يفهم اللاعب, فجاءت لعبة كان يستحق عليها الطرد فقال له الطرد وأمره بالخروج إلى خارج الملعب بيده ولكن جميع الأسبان احتجوا على أساس إن اللاعب لا يعرف الانجليزية وبالفعل اجتمع الاتحاد الدولي بعد هذه الحادثة وأقر خطا حكم المباراة.
فاضطر الاتحاد للتفكير وكان الحل على يد السير ستانلي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق فقرر استخدام البطاقات الأحمر للطرد والأصفر للإنذار.
البداية:
جاءت بداية وتطبيق هذه التجربة في عام1968 وبالتحديد في دورة الألعاب الاولمبية في المكسيك وحققت نجاحا كبيرا جدا خصوصا ان العملية لم تستغرق سوى وقتا قليلاً
وعلى ذلك اجتمع الاتحاد الدولي بتاريخ 20 سبتمبر من عام 1969 وقرر استخدام البطاقات في جميع المسابقات العالمية.
حالة استثنائية:
بالرغم من أن العالم كله بدأ بتطبيق هذا النظام إلا أن الاتحاد الدولي الانجليزي له وجهة نظره الخاصة ولكن وبعد محاولات تم استخدام النظام عام 1976 ولكن عاد الاتحاد ولغي أمر البطاقات بسبب كثرتها حيث بلغ عددها عام 1980 3520 إنذارا و 114 حالة طرد ويأتي ذلك لاستخدام الحكام للبطاقات بطريقة استفزازية!
ولكن وفي النهاية وفي عام 1988 عاد الاتحاد الانجليزي الى استخدام البطاقات بعد إلحاح من الاتحاد الدولي نظرا لاشتهار الدوري ومتابعته من جميع إنحاء العالم.
اقتبست فكرة البطاقات الصفراء والحمراء التي تشهر أمام اللاعبين في حال ارتكابهم أخطاء خلال المباريات من إشارات المرور العالمية وكان وراء ذلك حكم بريطاني في 24 تموز/يوليو 1966 خلال توقفه أمام إحداها في العاصمة البريطانية لندن وفي غمرة مونديال انكلترا 1966.
وتبادرت الفكرة إلى ذهن هذا الحكم خلال توقفه أمام إحدى إشارات المرور في رايت لين، احد أحياء شارع هاي كينزينغتون، فتذكر الفوضى التي عمت خلال مباراة الأرجنتين وانكلترا في ربع نهائي مونديال 1966 أمام 90 ألف متفرج.
ولم ترق المباراة إلى المستوى المنتظر بسبب الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها لاعبو المنتخبين والتي حالت دون ترجمة الفرص الهجومية إلى أهداف. وكان الحدث البارز في هذه المباراة في الدقيقة 36 اثر مشادة كلامية بين قائد المنتخب الأرجنتيني انطونيو راتان والحكم الألماني رودولف كريتلين حيث احتج الأول على الثاني بداعي تحيز الأخير للمنتخب الانكليزي.
وأشار الحكم إلى قائد الأرجنتين بالابتعاد عنه من أجل مواصلة اللعب بيد إن الأخير رفض ذلك واحتج بشدة على كريتلين الذي لم يفهم ما كان يردده راتان فأمره بالتوجه إلى غرف الملابس فلم يتقبل الأرجنتيني الآمر وبقي على أرضية الملعب مواصلا احتجاجاته. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل التف لاعبو المنتخب الأرجنتيني حول الحكم معترضين على قراراته قبل أن ينسحبوا من أرضية الملعب.
وتدخل مسئولو المنتخب الأرجنتيني لإعادة الأمور إلى نصابها وطلبوا من اللاعبين العودة بالى أرضية الملعب ومواصلة اللعب، وتدخل رئيس لجنة التحكيم وأقنع راتان، الذي كان يطالب بمترجم للتحدث إلى الحكم، بمغادرة الملعب وبالتالي تم تفادي أول حادثة انسحاب في العرس الكروي العالمي.
وانتهت المباراة بفوز المنتخب الانكليزي بهدف نظيف، لكن اللاعبين والمؤولين الأرجنتينيين لم يتقبلوا الخسارة وقاموا بإحداث شغب بعد الصافرة النهائية للحكم الألماني. وأوضحت الصحف أن الأخير أنذر بوبي وجاكي شارلتون وهو ما نفاه الأخيران. وقرر الاتحاد الدولي (فيفا) فتح تحقيق عاجل في الموضوع استغرق ساعات عدة، وفرضت عقوبات قاسية على الاتحاد الأرجنتيني بينها غرامات مالية وإيقافات بحق راتان ولاعبين آخرين.
وعندما كان السائق يتذكر هذه الحادثة لفت انتباهه الإشارات الضوئية فالأخضر يفسح المجال للمرور يليه الأصفر الذي يحذر بالتمهل والاستعداد للوقوف عندما يضيء الأحمر، فصرخ قائلا :"يمكننا استعمال بطاقات ملونة لتحديد الإنذارات والطرد، ومن هنا قرر الحكم الدولي السابق كن استون، الذي قاد نهائي كأس انكلترا، تطبيق نظام البطاقات في مونديال المكسيك عام 1970.
وكان الحكم الألماني كورت تشينشر أول من أشهر البطاقة الصفراء خلال قيادته المباراة الافتتاحية لمونديال المكسيك عندما أشهرها في وجه الروسي اساتياني، قبل ان يشهر 4 بطاقات صفراء أخرى في المباراة ذاتها. ووزعت البطاقات الصفراء بعد ذلك بمعدل واحدة في المباريات ال31 التي أقيمت بعد المباراة الافتتاحية، فيما لم تشهر أي بطاقة حمراء في هذا المونديال التي تميز بالروح الرياضية.
وتعمم نظام البطاقات في العالم بأسره وبدأ منذ ذلك الحين يطبق في جميع المباريات. وكان الحكام يستعملون أحيانا البطاقات الخضراء أيضا للفت نظر الأطباء بالدخول إلى أرضية الملعب في حال إصابة احد اللاعبين. وكانت هناك ابيضا بطاقات زرقاء للدعوة إلى الانضباط والروح الرياضية.
وطبق النظام ذاته في العديد من الألعاب الرياضية أبرزها الركبي والهوكي.
ولم يتوقف ابداع استون عند البطاقات الملونة فحسب بل انه كان وراء تحديد بدلة موحدة للحكام وحمل حكمي التماس للراية للإعلان عن الأخطاء وحالات التسلل بالاضافة إلى إضافة الحكم الرابع والاعتماد على اللوحة للإعلان عن التبديلات خلال المباريات، كما أن قوانين حالية عدة للعب يعود الفضل في إقرارها إلى الحكم استون.
وحظي استون بشعبية كبيرة في أميركا وتم استدعاؤه مرات عدة لحضور ندوات الاتحاد الأميركي للعبة وتقديم النصائح فيها. وتخليدا لدور استون في كرة القدم أعرب حكام الاتحادين الأميركي والانكليزي عن أملهم في وضع لوحة تذكارية في شارع هاي ستريت كينزينغتون حيث ولدت فكرة البطاقات الملونة، وربما يقوم الفيفا بذلك احتفالا بالذكرى المئوية لتأسيسه.
بعد المقدمة الطويلة العريضة
[b]