الكابتن / يحيى يحيى طـــه Admin
المساهمات : 2600 تاريخ التسجيل : 24/04/2008
| موضوع: قواعد في الرزق 2 الإثنين ديسمبر 06, 2010 4:55 pm | |
| و لعلنا نحن أيضا نستوعب هذه اللفتة الرائعة من هذا النبي الكريم إذ كنا قليل فكثرنا ، و فقراء فأغنانا. ج – ( و انظروا كيف كان عاقبة المفسدين ) أولئك الأقوام الذين ملئوا الأرض ضجيجاً و علوا و فسادا ، قد أعجبتهم قوتهم و كثرتهم فبادوا بعد الكثرة ، و محقوا بعد البركة ، فلا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ، و في هذا تذكير بمصير المفسدين ، فالله كثرهم ، و بسبب أعمالهم أهلكهم ، فاطلبوا منه البركة و أعطوا هذا الجانب حقه. ثالثاً : التحذير و الترهيب . و حيث أن تشبث النفوس بالمال ، و تعلقها به قد يحملها على اقتحام الحرام ، و الخوض فيه ، فكان من الحكمة قرع النفوس و تخويفها ، لعلها تهجر الحرام ، فقد نوع نبي الله شعيب عليه السلام ، في أسلوب خطابه لتحذير قومه و تخويفهم ، و طرقه من عدة جوانب ، إمعاناً في نصحهم ، و شفقة عليهم من سخط الله عز وجل فقال لهم : ( إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط) و لا يخفى ما تضمنه هذا الخطاب من قرع و تخويف كما أنه قبل ذلك قال لهم : { إني أراكم بخيرٍ }؛ فذكرهم برخص الأسعار، وكثرة الأرزاق، فينبغي عليهم الشكر لله على هذه النعم ، لا بخس الحقوق ، و أكل الأموال بغير حق ، و حيث أن الجزاء من جنس العمل ، و أنهم إذا استمروا على طريقهم في البخس و الظلم ، فإن الأمور ستستبدل بضدها ، كما جرت سنة الله عز و جل بذلك ، و مجتمعنا اليوم إذ يشكو الغلاء في الأسعار ، و ارتفاعها بشكل كبير ، لهو نذير خطر قد دق ناقوسه ، إذ استمرأ كثير منهم الحرام ، فالربا يضرب بأطنابه دون نكير ، و التعامل به متيسر لكل أحد ، إلى غير ذلك من المعاملات التي ينبغي أن توقف عند حدها ، حتى لا تنحدر الأمور إلى أسوأ من ذلك ، و نتذكر قول نبي الله شعيب ( إني أراكم بخير و إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ) على أن هذا التحذير يتناول الفرد و المجتمع بأسره ، فكل واحد منا يتقي الله في هذا المال و يعلم بأن عقوبة التفريط قاسية. رابعاً : القدوة الحسنة. فلا يعدم المجتمع – و الحمد لله – من الأغنياء الأتقياء ، الذين لم يتلوثوا بالعبودية للدينار و الدرهم ، و هم يملكون الأرصدة الضخمة في حساباتهم ، و هؤلاء ينبغي إبرازهم للمجتمع ، لتكون هذه النماذج حاضرة حية في ضميره ، و قدوة طيبة له ، فنبي الله شعيب قد احتج على قومه بهذه الحجة الباهرة ، و ذلك بذكر الأمثلة من الذين لم يسلكوا طريق قومه في بخس الناس و أكل أموالهم و ذلك عند قوله عليه السلام لهم : ( و رزقني منه رزقاً حسنا ) لا كما تظنون بأن ما أدعوكم إليه يقلل أرزاقكم و ارباحكم بل يزيد عددها و بركتها ، و أنا أمامكم أملك المال الكثير و لم ابخس الناس حقوقهم أو أظلمهم و هذه حجة واضحة و دليل دامغ على صدقه و نصحه لهم و هم يعلمون جيدا صدقه و أمانته عليه السلام في تعامله مع الناس ، و لعل في انتشار المعاملات الاسلامية في البنوك اليوم ، تعتبر من هذا القبيل حيث انتشرت بشكل يبعث على الأمل و التفاؤل ، حتى تجاوزت إلى البنوك الغربية ، و لكن ينبغي استغلال ذلك إلى أقصى حد في إبراز هذه الصورة للمجتمعات ، حتى يعلموا بأن الإسلام هو الطريق الوحيد ، الذي يضبط حياة الناس و يحقق آمالهم ، كما أن في قوله عليه السلام ، الاستفادة من تجارب الآخرين في حسن التعامل مع المال ، و صرفه في وجوهه ، و الاستفادة من الخبراء و المتخصصين في هذا المجال ، حتى لا يكون هناك عبث و إسراف في صرف المال على حساب أمور ضرورية في حياة المسلم. نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ، وأن يقينا شر أنفسنا ، فهو نعم المولى و نعم النصير | |
|