الكابتن / يحيى يحيى طـــه Admin
المساهمات : 2600 تاريخ التسجيل : 24/04/2008
| موضوع: تقاس صحة الأمم بمعدلات ؟ الجمعة يونيو 04, 2010 2:41 am | |
| الصحــة : تقاس صحة الأمم بمعدلات وفيات أطفالها وشبابها وانتشار الأمراض الطفيلية ومتوسط عمر مواطنيها المتوقع ... والأعمار كلها بيد خالقها { رب العالمين } .إن التركيز على اتخاذ المرض والموت لقياس الصحة يمكن إرجاعه إلى المجهودات البشرية عبر التاريخ للتغلب على تأثيرات الميكروبات العضوية ، والعناصــر السامة ، والإصابات ، والنقـص الغذائي .تعـرف القواميس الطبية الصحة بوجه عام بأنها " الخلو من المرض والحالة البدنية والعقلية التي تمكن الفـرد من أداء جميع الوظائف بصورة طبيعية .. إن هــذا التعريف للصحة يعتبر غيـر واقعـي حيث أنـه من النادر أن يكـون الفـرد خالياً تماماً من المـرض أو الوهــن . وبالمقارنة بالأزمنة الماضية فلقد تمكن كثـير من الأفراد في منتصـف القرن العشرين من الحياة حتى أعمار متقدمة مع قلة تعرضهم للمرض .وفي وقتنا المعاصــر تفسر الصحة على أنها أكثـر من الخلو من المرض فقط ، أنها حالة ايجابية ديناميكية يأخـذ فيها الفرد على عاتقه مسئولية رفاهيته وسعادته . ومن هـذا التفسير يمكن القول أن الشخص المتمتع بصحة جيدة هـــو ذلك الفــرد النشط غيـر المدخـن ، والذي يأكل ويعيش بعقلانية ..وكان من الممكن سابقاً استخدام مصطلح " متمتع بالصحة " على رجل أو امرأة في عمـر الشباب إذاقيس بالسنوات الأخيـرة ولكنهما بيولوجيا متقدمين في السن نتيجة لأسلوب الحياة . وهـذه الفكـرة الحديثة عن المسئولية الشخصية استرعت نظر منظمة الصحة العالمية إلى تعريف الصحة على أنها " حالة التكامل البدني والعقلي والسعادة والرفاهية الاجتماعية .. وليس فقط الخلو من المرض والوهــن ويمكننا الاستعانة بمعادلة كاربوفيتش . وسينج . لتحديد مستوى الصحــة وهــي :درجة الصحــة = صحة كاملة ــ درجة المرض .ويعرف قسم الصحة المدرسية بالجمعية الأمريكية للصحة والتربية البدنية والترويح الصحة بأنها : " حالة بدنية ، وعقلية وسعادة اجتماعية ... معتمدة على التفاعل بين هـذه الأبعاد أي أنها حالة ديناميكية دائمة التغييـر ..إن التأكيد الهام في هـذا التعريـف ينصب على التفاعل بين الجسم والعقـل ومكونات الصحة الاجتماعية .إن العقل والجسم متلازمان دائماً ويعملان في محيط اجتماعي . ولقد كتب الكسندر .. وهـو من أعظم علماء الطب "عندما تغيب الصحة لا يمكن للفن أن يكون واضحاً ، ولا يمكن للحكمة أن تعبر عن نفسها كما لا يمكن استخدام القـوة .. وتصبح الثروة لا قيمة لها ، كما أن الذكاء لا يمكن استخدامه ..تساعد الرغبة بالاحتفاظ بالصحة في تحديد الغرض ، وتحقيق أهداف الحياة أو رفع مستوى العائلة ، ويمكن أيضاً أن تكون العزيمة من أجل الحياة حافزاً للحصول على صحة جيدة ..وهناك الكثير من المرضى الذين استطاعـوا التغلب على مرضهم العضال بقـوة عزيمتهم ..ومن جانب آخــر فلقـد سجل التاريخ الطبـي العديد من الأمثلة للمرضى الذين تمكنوا من التغلب على الكثير من المشاكل الصحية التي لم يكن لها تشخيصاً طبياً ..وقـد حيرت إحدى هـؤلاء المرضى الأطباء حيث عجزوا عن تشخيص حالتها لمدة سنوات بل أن تشخيص مرضها كان خطئاً إذ شخصـوا مرضها بأنه حالة تسمم وظلت تعاني من المرض إلى أن اكتشف الأطباء أن السبب هــو تناول غذاء ملوثاً وصــف لها للتخلص من آلام الدورة الشهـرية ..وعلى النقيض فان الكثيرين يتطلعون إلى ما هــو أبعد من الصحة الجيدة فالشخص النشيط يتطلع إلى تنمية قدراته بالدرجة القصوى . ويعلق شيهان ... على هـذا بالنسبة لعدائي المسافات الطويلة بقوله أن " الصحـة شيء ما ينطلق العداء من خلاله " حيث أن ما بين 20 ــ 30 % من المقدرة البدنية تبقى كامنة لم تمس ولهذا فالصحـة هــي التي يجازف بها الفرد عند التدريب لانجاز أفضـل ما يمكن حيث أن ما وراء ذلك يظل لا قيمة له وينتج عنه التعب والإرهاق واليأس .. | |
|