الأبطال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بألف خير مرحباً بالجميع لزيارة منتدانا
الأبطال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بألف خير مرحباً بالجميع لزيارة منتدانا
الأبطال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأبطال

القرآن الكــريم / المكتبة الإسلامية / طب رياضي / التغذية والصـحة / برامج تدريب ـ تخسيس ـ ثقافة رياضية / ثقافة عامة
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لذة الإيمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكابتن / يحيى يحيى طـــه
Admin
الكابتن / يحيى يحيى طـــه


المساهمات : 2600
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

لذة الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: لذة الإيمان   لذة الإيمان Emptyالجمعة يونيو 04, 2010 2:55 am

لـذة الإيمان :



إذا أراد الله ـ تعالى ـ بعبده خيراً : يسر له سبل النجاة ، وحبب إليه مجالس الدعاة ، وحفظه من كل لاعب ولاه . وليست اللذة في طعام الأبدان ،ولكنها في غذاء الأرواح . وليس النعيم هـو التنعـم بالدنيا ، ولكنه التنعم بالآخـرة ، فإن أنعم أهل الدنيا من أهل النار ، يغمس غمسة واحدة في النار فينسى بهذه الغمسة كل نعيم ، وإن أشد الناس بؤساً في الدنيا من أهـل الجنة ، يصبغ صبغة في الجنة فينسى كل بؤس وشدة.

فقد روي أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :



(( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار ـ يوم القيامة ـ فيصبغ في جهنم صبغة ، ثم يقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يارب . ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يارب ، ما مر بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط )) رواه مسلم .

وقد عاشت آسيا بنت مزاحـم في بيت الإلحاد والكفـر والمجون ، والعهـر والتمرد والسكر ؛ لا تعرف من الحياة إلا حياة البهائم والأنعام التي همها بطنها وفرجها ، وعاشت تتقلب في النعيم ؛ بين الخدم والحشم ونسيت ربها ، فأنساها نفسها ، وما وجدت أحداً يذكرها بالله تعالى ، فكانت تعاني من ظلام القلب ، وانحراف المنهج ، وانتكاس الفطرة ما أخرجها عن إنسانيتها .

وفي يوم من الأيام المجيدة في حياتها هيأ الله لها داعية يدعوها إلى الخيـر ، ويحذرها من الشر ، ويعرفها بالله تعالى ، ويربطها بالهدى ، ويوصلها طريق النجاة ، ويحذرها طريق الهلاك ؛ فاستيقظت بعد غفلتها ، واهتدت بعد ضلالها ، وسعدت بعد شقائها ، وكانت هدايتها على يد موسى بن عمران ـ عليه السلام ـ عندما وضع بين يديها في التابوت ، وهـو لا يزال رضيعاً لا يتكلم ولا يعي ، ولا يدرك ولا يميز .

ولكن الله تعالى فتح قلبها لمحبته ، فقالت لزوجها ـ فرعون ـ : قرت عين لي ولك . فرد عليها : بل قرة عين لكي أنت ، أما أنا فلا أريده قرة عين لي . وقد استجاب الله دعوتها ؛ إذ جعل موسى قرة عين لها عندما أسلمت على يديه ، وتركت الكفـر وظلمته ، ووجدت الإيمان ولذته ، وندمت على أيامها الخالية بلا إسلام ، وتعجبت كيف صبرت على تلك المرارة ، وكيف تذوقت ذلك العصيان ، وقضت بقية حياتها في سعادة مع أهل الإيمان والعمل الصالح ، فكانت خاتمتها حميدة ؛ إذ سألت ربها الجوار قبل الدار ، قال تعالى :



(( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )) { التحريـم 11 }

وقبل الله دعاءها وأحياها بالإسلام بعد الكفـر والظلام ، وجعلها داعية في بيت الشرك والإلحاد لتبين محاسن الإسلام ، ولقيت من الأذى ما يلقاه أمثالها .

وفي الآية حث على الصبـر في الشدة ، أي : لا تكونوا في الصبـر عند الشدة أضعف من امرأة فرعون حين صبرت على أذى فرعون ـ وقـد كان أعتى أهل الأرض وأكفرهم بالله تعالى ـ فو الله ! ما ضـر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها ، ليعلموا أن الله حكـم عدل ، لا يؤاخذ أحداً إلا بذنبه .

وقد روي عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ : أن امرأة فرعون كانت تعذب في الشمس فإذا آذاها حر الشمس أظلتها الملائكة بأجنحتها ، وكانت ترى بيتها في الجنة فتضحك ، فيقول فرعون : انظروا لهذه المجنونة نعذبها فتضحك . ولكن كيف لا تضحك وهـي ترى النعيم المقيم ؟!

ومن صور تعذيبها : أن فرعون كان يقول : انظروا أكبـر صخرة فألقوها عليها ، فرفع الله روحها إليه وألقيت الصخرة على جسد بلا روح . وقد قال أبو العالية الرياحي : إن امرأة فرعون حضرت عذاب ماشطة بنت فرعون التي كانت تمشطها ، وفي يوم من الأيام سقط المشط من الماشطة فقالت : تعس من كفر بالله تعالى ، فقالت لها بنت فرعون : ولك رب غير أبي ؟ قالت : ربي ورب أبيك ، ورب كل شيء ، هـو الله تعالى ، فلطمتها بنت فرعون على وجهها ، ثم أخبرت أباها ، فأحضرها فرعون ثم قال لها : هل لكي رب سواي ؟ فقالت : نعم ، ربي وربك ورب الوجود هـو الله الواحد القهار ، فأوتد لها أربعة أوتاد . وشديها ورجليها ، وأرسل عليها الحيات ، ثم قال لها يوماً : ما أنت بمنتهية ؟ قالت : كيف أترك التوحيد ، وعبادة الرب العظيم . فقال لها : إني ذابح ابنك في فيك إن لم تعودي عن دينك ، قالت : افعل ما تشاء . فذبح أبنها على فمها ، وهـي تراه وتنظر إليه ، وتقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهـم آجـرني في مصيبتي ، واخلفني خيراً منها فناداها ابنها : أبشري يا أمي ؛ فإن لك عند الله تعالى أعظم الثواب ، وذبح الابن الثاني كالأول فرأت امرأة فرعون هـذا المشهد المرعب ، فازدادت بذلك إيماناً .

كملها الله تعالى مع قلة من النساء ، ففي الحديث الذي رواه موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( كمل من الرجال كثيـر ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام )) متفق عليه .

بل ورد في أحاديث فيها نظـر : أنها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فلقد ذكـر ابن كثيـر حديث سعد بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إن الله زوجني في الجنة مريـم ابنت عمران ، وامرأة فرعـون ، وأخت موسى )) رواه الطبراني . والله أعلم بصحة ذلك .

فرحـم الله آسية ، ورضي عنها ، ورفع قدرها ، وجمعنا بها في الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً ، وكثـر الله في البيوت المؤمنة مثلها ؛ يوم أن تقدم رضوان الله ـ الله تعالى ـ على رضوان غيـره ، يوم أن تقدم عبادته على عبادة غيره ، ويوم أن تصبـر على الأذى في سبيل الله تعالى ، ويوم أن تعلم أن الطريق إلى الجنة محفوف بالمكاره ، يوم أن تتلذذ بالإيمان مـع العذاب ، يوم أن تقول لفرعـون : اقض ما أنت قاض ، فإني وجدت الذي أتمناه من السعادة والسكينة والطمأنينة .

فسلام عليها في الصالحين ، وسلام عليها في الخالدين ، وسلام عليها في العالمين .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almosare.yoo7.com
 
لذة الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأبطال :: الفئة الأولى :: المكتبة الإسلامية-
انتقل الى: