[center]
تابع خاتمة الدنيا الموت :
###################
كم من ملك أخذه من على كرسي ملكه ، فقال الملك ياليتني كنت خبازاً أخبز الخبز للناس ، ياليتني كنت غسالاً أو نجاراً ، ياليت مسؤليتي عن نفسي وعن أهلي ولم أكن مسئولاً عن الناس .
وكم من شاب غره شبابه وألهاه أمله ، واشتعل بهواه واعتمد على قوته قال : ياأسفى على الأيام الخالية ، ياليتني حفظت شبابي ، واستثمرت قوتي ، وراقبت ربي ، وانتصرت على نفسي ، وقدمت عقلي على شهوتي ولهوي ، وتنورت بنور الإسلام وتخلصت به من الظلام ، ياليتني أطعت الله وأطعت الرسول ، ياليتني لم أتخذ الشيطان وقرناء السوء أصحاباً .
وكم من غني قال : ياليت مالي كان كفافاً واكتسابه كان حلالاً . وهكذا عند الموت تظهر الحسرات والزفرات من أهل السيئات ، وتبدو الابتسامات على وجوه أهل الطاعات ، وتظهر لهم الكرامات وترتفع الدرجات .
وقد روي أن نبي الله داود عليه السلام كان رجلاً غيوراً ، وكان إذا خرج أغلق الأبواب فأغلق ذات يوم الأبواب وخرج ، فأشرفت امرأته في الدار ، وإذا هـي برجل في الدار فقالت : من أدخل هـذا الرجل ؟ لئن جاء داود ليلقين منه عناءاً ، فجاء داود فرآه فقال : من أنت ؟ فقال : أنا الذي لا أهاب الملوك ، ولا يمنعني الحجاب فقال له داود عليه السلام : فأنت والله إذن ملك الموت ))
وقد ورد بهذا اللفظ في حديث أبي هريرة الذي رواه أحمد بإسناد جيد
والواجب على المسلم أن يستعد للموت في كل لحظة ، فإنه لايدري متى يكون أجله ، بل وقدم الله ذكر الموت على الحياة ليكون الاهتمام به أعظم قال تعالى (( تبارك الذي بيده الملك وهـو على كل شيء قدير # الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهـو العزيز الغفور # )) { الملك : 1 ، 2 }