ورط مبارك في عمليات تعذيب مصريين على يد عملاءCIA

Admin المساهمات : 2600 تاريخ التسجيل : 24/04/2008

تقرير يكشف تورط مبارك في عمليات تعذيب مصريين على يد عملاءCIA

تثير المحاكمات السريعة لرموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي علامة استفهام كبيرة بشأن إمكانية تحقيق العدالة، فبينما يقف مبارك ومعاونيه في قفص الاتهام في قضية قتل المتظاهرين يوم جمعة الغضب هناك المئات من حوادث القتل والتعذيب التي مارسوها ليس فقط في أقسام الشرطة ولكن في معتقلات سرية بالتعاون مع الـ سي آي إيه تحت مسمى "الترحيل الاستثنائي"، لمشتبه بتورطهم في الإرهاب، لم يسألون عنها حتى الآن.
وقد كشف تقرير لقناة "إس في تي" السويدية عن توجه الرئيس السابق بالشكر إلى سلطات السويد لاعتقالهم اثنين مصريين يشتبه بتورطهم في الإرهاب وترحيلهما إلى مصر ليتلقوا التعذيب الكافي على يد ضباط من وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، غير أن وافقت الحكومة السويدية في 2008 على دفع 435 ألف دولار كتعويض بعدما اعترفت السلطات بطردهم من البلاد ظلما.
ووفقا لتقرير سرى تم إرساله من السفارة السويدية بالقاهرة تشمل تفاصيل لقاء مع لواء في جهاز الأمن المصري ينقل فيه خطاب شكر من الرئيس مبارك للوزير السويدي المسئول عن اعتقال المتهمين.
وقد تم ترحيل أحمد عجيزة ومحمد الزيري قسرا من السويد إلى مصر على يد عملاء الـ سي آي إيه في 2001، حيث تلقوا التعذيب داخل معتقلات مصرية، وأوضح الرجلين في لقائهما مع المحطة السويدية أنه تم نقلهم أولا إلى مطار بروما بالقرب من ستوكهولهم عقب القبض عليهم من قبل ضباط جهاز الأمن السويدي "سابو".
وفى المطار، كانت تنتظرهم طائرة أمريكية وسبعة من عملاء السي آي إيه وضابطان مصريان حيث كان رجال الأمن التسع ملثمين، ويرتدون ملابس مدنية، وقد تم نقل المتهمين إلى مركز شرطة صغير بالمطار، حيث تم تمزيق ملابسهم وتكبيل أيديهم وأرجلهم ثم تعصيب أعينهم قبل نقلهم إلى متن الطائرة.
وما أن وصلوا إلى الطائرة حتى تم زجهم على الأرض وتجريدهم من ملابسهم تماما ثم إلباسهم حفاضات. وطوال الرحلة كان يتم معاملة الرجلين بقسوة، غير أن مادة ارتخاء العضلات التي تم حقنها بالمتهمين المصريين صعبت عليهم عملية التنفس وحينما حاولا التحدث إلى الحراس تم الرد عليهم بعنف.
وبمجرد وصول الرجلين إلى مصر تم فصلهم عن بعض لعدة أشهر، وقد تم الإبقاء على الرجلين في الحبس الانفرادي مع بقاء أعينهم معصوبة طوال الوقت، ولم يوجد بالزنزانة سوى لوح أسمنتي وزجاجة ماء وقنينة للتبول.
وأشار الرجلين أن التحقيقات كانت تبدأ في المساء وتستمر حتى الفجر ليلة بعد ليلة، وأكد الزيري أنه تعرض للضرب بشكل منتظم وقد كان يتم تعليقه في سقف الزنزانه من قدميه ويتم صعقه بالكهرباء بشكل روتيني، وخلال التحقيقات يتم وضع المتهمين على فرشة مبللة ويمسك المحقق بجهاز التحكم في قوة الصدمات الكهربائية التي يتم توصيلها بالأعضاء التناسلية.
ولأن الفراش مبلل فإن المتهم يشعر بالصدمات الكهربائية في جسمه بالكامل، وفى بعض الأحيان كان يتم إجبارهم على الاستحمام بماء بارد عقب الاستجواب لتخفيف آثار الجروح والتعذيب، غير أنه كان يحضر طبيب بشكل أساسي خلال التحقيقات لمنع حدوث وفاة المتهم.
وأكد الزيري وعجيزة أن الأمريكان هم من كانوا يقفون وراء عمليات الاستجواب هذه، وقد كانوا يستخدمون ضباطا مصريين لتنفيذ هذه الأعمال القذرة، وقد كانت الأسئلة الرئيسية التي يوجهها المحققون المصريون تدور حول النظام المصري مثل: لماذا تهاجمون النظام؟ وكانت تدور كلها حول المصالح المصرية، فيما تدور أسئلة الأمريكان حول ما يجرى بباكستان وأسامة بن لادن، زعم تنظيم القاعدة وقتها، وأوضحوا أن الأمريكان كانوا يسيطرون على عمليات الاستجواب.