سفير مصر في أوغندا يستبعد النزاع على مياه النيل لمدة 30 عاماً
السد العالي
رسالة أوغندا ـ أسماء نصار
أكد صبري مجدي صبري السفير المصري بأوغندا، أن العلاقات المصرية الأوغندية شهدت تطوراً ملحوظاً عقب ثورة 25 يناير، وأنها تحتاج في الفترة القادمة إلى جهد منظم في كافة الجهات بتحديد دقيق لمجالات التعاون المستقبلي، في ظل الاحتياجات الأوغندية لتوفير متطلبات الشعب.
كما توقع السفير المصري بأوغندا خلال لقائه بالوفد الإعلامي المصري، أن لن يحدث أي تهديد على أي دولة من دول الحوض بسبب مياه النيل لمدة 30 عاماً على الأقل، لأن هناك قناعة ويقيناً لدى رؤساء دول الحوض بأن التعاون أمر حتمي، ولا بديل عنه، لأن النيل يجب أن يكون مصدراً للتنمية وليس للنزاعات بين الدول.
وأضاف صبري، أن المجتمع الأوغندي بحاجة إلى مزيد من الإنتاج وتوفير الطاقة من خلال إنشاء محطات جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية، سواء حرارية أو كهرومائية، وذلك حتى لا يلجأ إلى قطع المزيد من أشجار الغابات التي يعتمد عليها لتوفير الوقود اليومي الذي بلغ مؤخراً 4 مليارات طن من الخشب، مما يؤثر على معدلات سقوط الأمطار، ومن ثم يؤثر على مياه النيل، مشيراً إلى ارتفاع سعر جوال الفحم المستخدم في الطهي إلى حوالي 30 دولاراً بعد أن كان يعادل 8 دولارات.
وأكد صبري أن جميع المعنيين بملف النيل متفقون على أهمية الحفاظ على بيئة النهر وحسن إدارته، كما أن أوغندا بحاجة إلى مشروعات الري التكميلي، وذلك لمواجهة احتمالات تناقص سقوط الأمطار وفترات الجفاف، وهو ما تقوم مصر حالياً بدراسته والعمل على مساعدتها في إنشاء مجموعة من السدود لحصاد الأمطار بالمناطق التي ترشحها الحكومة الأوغندية.
وأضاف أن الرئيس الأوغندي موسيفينى يؤكد دائماً على ضرورة تشجيع الاستثمارات والشراكة بين القطاع الخاص الأجنبي ونظيره المحلى، باعتباره الأسلوب الأفضل للإسراع في معدلات التنمية التي تحتاجها البلاد بما فيها المجال الزراعي، مؤكداً على أهمية أن يقوم المستثمرون المصريون الراغبون في العمل بالسوق الأوغندية أن يتواجدوا إليه للتعرف عن قرب على احتياجاته وأولويات المواطن الأوغندي، خاصة وأنه سوق "بكر" يحتاج إلى كافة السلع والمنتجات.
وأشار إلى أن أوغندا بحاجة شديدة لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية من طرق وكباري وشبكات للبنية التحتية لتوفير مياه الشرب والصرف الصحي، وهذا يتطلب أن يكون المستثمرون جادين للعمل بأوغندا التى تقدم تسهيلات وإعفاءات للاستثمار الأجنبي، علاوة على عضوتها في الكوميسا مما يعطى مزايا نسبية للاستثمار المصري باعتبار أن مصر عضو أيضاً بها.
وأشار السفير إلى أن هناك تجربة ناجحة أو تعتبر نموذجاً ناجحاً قام بها المجلس التصديري للأسمدة والكيماويات، حيث قام بإرسال عضوين منه لدراسة السوق الأوغندية قبل عقد ملتقى لرجال الأعمال من مصر وأوغندا بالعاصمة الأوغندية كمبالا، وكذلك عقد لقاءات مباشرة بينهم في كل تخصص من التخصصات التي يضمها المجلس، وقد نجحت هذه اللقاءات في عقد العديد من الصفقات بعد عرض المنتجات المصرية أمام نظائرهم الأوغنديين، في إشارة واضحة إلى أن الاتصال "المباشر" والتواجد أسرع طريق للاتفاق أو لعقد الصفقات، وتنمية الاستثمارات بين البلدين من خلال القطاع الخاص.
وأضاف أنه من الممكن إقامة مركز تجارى دائم لعرض السلع والمنتجات المصرية من قبل مجموعة من رجال الأعمال، وهو ما سيكون مكلفاً في البداية، ولكنه على المدى البعيد سيحقق عوائد اقتصادية، ويتيح الفرصة لإقامة مشروعات صناعية وزراعية، إضافة إلى غيرها، كما أنه يمكن من خلال العاملين بالمركز التعرف على المناقصات التي تطرحها الدولة، والدخول فيها بشراكة مع نظائرهم من الأوغنديين.