أمريكا الأعلى سرية
الحكومة التي تشكلت ردا علي هجمات11 سبتمبر الإرهابية أصبحت ضخمة جدا وغير عملية, أصبحت سرية بحيث لا يعرف أحد التكاليف التي أنفقت
علي عملياتها وكم عدد الذين تم توظيفهم في إطارها وكم عدد الوكالات التي تشارك فيها والنتيجة هي أن النظام الذي يدعي الحفاظ علي أمن الولايات المتحدة قد جعلنا في خطر أكبر.
في كتابهما( أمريكا الأعلى سرية) يكشف المؤلفانين ويليام أركين ودانا بريست
( محررة التحقيقات في( واشنطن بوست) الحجم الكبير وعواقب هذا الكون غير المرئي من المرافق الحكومية وهي أكثر من1300 في كل ولاية أمريكية وما يقرب من2000 من شركات الأمن الخاصة التي تعمل بالخارج وأكثر من850,000 شخص يعمل في الأنشطة الأمنية السرية مما يثير القلق القومي والدولي.
ومنذ هجمات11 سبتمبر بلغ عدد الوثائق المصنفة حول الأمن نحو23 مليون وثيقة وليس مفاجأة أن يصبح من الصعب معرفة مدي الأنشطة الإستخبارية, فأصبحت حرب أمريكا المزعومة علي الإرهاب صناعة معقدة تشمل مليارات الدولارات كما تم توظيف عدد كبير من العمالة في هذه الأنشطة السرية تحصل علي رواتب عالية للغاية أنهكت الاقتصاد الأمريكي.
وفي عام2008 أظهرت دراسة لمكتب مدير المخابرات القومية الأمريكية أن المتعاقدين السريين يشكلون نحو29% من القوة العاملة بالمخابرات الأمريكية ويكلفوها نحو49% من ميزانيات موظفيها, بينما يكلفها الموظفون الفيدراليون نسبة أقل من25% من المتعاقدين السريين.
وأكد الكتاب أن أكثر من ألف وكالة أنشئت وخصصت لأمور تتعلق بالأمن والحماية من الإرهاب.
والمثير أن نحو ألف و271 مؤسسة حكومية وألف و931 شركة خاصة تعمل في مجال مكافحة الإرهاب ولا تقوم نحو800 منهما بأي شيء, والأدهى من ذلك أن شركات الأمن القومي تتنصت علي الهواتف وعشرات قواعد البيانات عبر شبكات الكمبيوتر والغريب أنها لا تتفاعل مع بعضها البعض, ويؤكد الكتاب أن أمريكا الأعلى سرية أدت إلي إعادة اصطناع المشكلة إلي اعتبرت السبب الرئيسي وراء هجمات11 سبتمبر وهي عدم وجود تقاسم للمعلومات.
ويسجل الكتاب أن العمليات السرية ومراقبة المواطنين وأجهزة الكمبيوتر لم تنجح في منع هجمات إرهابية مثل هجوم قاعدة فورت هود الذي أسفر عن مقتل13 شخصا كما أن اغتيال بن لادن تم من خلال مجموعة صغيرة من العمليات الخاصة كما أن استجواب سجين في جوانتانامو هو الذي أدى إلي كشف مرسال بن لادن ومن ثم استهدافه في أبوت أباد.
كما زاد الجيش الأمريكي من العمليات الخاصة المشتركة أكثر من10 أضعاف من1800 إلي2500 منذ11 سبتمبر مع الحفاظ علي مستوي من الغموض وتشمل قوة دلتا من الجيش وفريق البحرية سيل6 والقوة الجوية سرب24, هذه القوة وجهت إليها اتهامات بتعذيب السجناء وإخفائهم في أماكن سرية واعتقال أمهات وزوجات وفتيات عندما لم يتمكن من العثور علي الرجال المشتبه بهم.
وقد شهدت المخابرات المركزية الأمريكية تحولا كبيرا منذ11 سبتمبر وأصبحت تركز علي تحديد الهدف وقتله, وقد لقي نحو2000 مدني ومسلح مصرعهم منذ عام2001 من خلال برنامج
( بدون طيار) وهي الطائرات بدون طيار.
الكتاب يكشف الفساد في واشنطن واللعب بالمخاوف الشعبية من الإرهاب لإثارة مخاوف الناس من المجهول لكسب الجولات الانتخابية.