[color=red]علم النفس من العلوم الحديثة التي انفردت بإقبال الناس عليها إقبالاً شديداًً حتى أصبحت المعرفة السيكولوجية أكثر فروع المعرفة الإنسانية شيوعا بين الناس، كما أصبحت أساساً جوهرياً لتفهم
العديد من مشكلاتنا التربوية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياسية والرياضية وغير ذلك من المشكلات
وقد مر علم النفس في غضون تطوره بالعديد من المراحل حتى أصبح علماً مستقلاً يعتمد على المنهج العلمي في التوصل إلى جمع الحقائق.
وموضوع علم النفس هـــو ( الإنسان ) من حيث هو كائن حي يقوم بالعديد من الأنشطة في غضون تعامله وتفاعله مع البيئة. فالإنسان في تفاعله مع البيئة يبذل نشاطاً مستمراً متعدد الأنواع
فهو يحس ويدرك ويتصور ويتذكر ويفكر ويعمل ويلعب ويتعلم ويريد وينفعل ويعبر عن مشاعره وأفكاره وإرادته باللغة أو الحركة أو اللعب أو بالسكون أحياناً، وهو يتعاون ويتنافس ويستفيد من خبراته السابقة ويبتكر..... الخ
وهذه الأنشطة العقلية والانفعالية والحركية والجسمية والاجتماعية المختلفة التي يقوم بها الإنسان
في أثناء عمله وتفاعله مع بيئته التي يتأثر بها ويؤثر فيها، هي الموضوعات التي تدور حولها دراسة علم النفس.
ويمكن تعريف علم النفس بأنه العلم الذي يدرس ( السلوك ) و( الخبرة ) ونقصد ( بالسلوك ) كل ما يصدر عن الإنسان من أفعال أو أقوال أو حركات ظاهرة. وهذا يعني كل أنواع الأنشطة التي يقوم بها الإنسان ويمكن لفرد آخر أن يلاحظها أو يسجلها
وتعني ( الخبرة ) الظواهر النفسية التي تصبح كوقائع وأحداث في الحياة الداخلية الذاتية للفرد،
والتي تنتمي إلى عالمه الخاص، ولا يدركها سوى صاحبها كالأفكار والانفعالات والذكريات وغيرها. ويشتمل علم النفس حالياً على العديد من الميادين أو الفروع النظرية والتطبيقية.
ومما لاشك فيه أن تعدد ميادين وفروع علم النفس هي نتاج قدرة الإنسان على ممارسة العديد من الأنشطة البشرية، وقدرته على التكيف لمواقف الحياة المختلفة:
والميادين أو الفروع النظرية لعلم النفس تهدف إلى التوصل إلى القوانين والمبادئ العامة لسلوك الإنسان وخبرته. أما الميادين أو الفروع التطبيقية لعلم النفس فتستهدف التوصل إلى الحلول التطبيقية للمشكلات العملية لمختلف أنواع الأنشطة التي يمارسها الإنسان. فكأن الميادين أو الفروع النظرية لعلم النفس تهدف إلى ناحية المعرفة السيكولوجية، أما ناحية تطبيقها واستخدامها فتختص بها الميادين أو الفروع التطبيقية لعلم النفس. [/color]