إسرائيل ترضخ للتهديدات المصرية الرافضة لنتائج تحقيقاتها "المخزية".. وتعلن فتح تحقيق مشترك فى مقتل "شهداء الحدود" تخوفاً من"مليونية طرد السفير"
مظاهرات أمام سفارة إسرائيل
كتب حاتم عطية
بعد الإعلان عن مليونية طرد السفير الإسرائيلي المقررة اليوم، الجمعة، وتهديدات الإدارة المصرية مجدداً بسحب سفيرها فى إسرائيل ياسر رضا، إن لم تستجب حكومة تل أبيب بإجراء تحقيق موضوعي ونزيه فى حادث إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على قوات الأمن المصرية المرابطة على الحدود، والذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم.
أعلن رئيس هيئة أركان الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو، وافقت منذ ساعات قليلة على إجراء تحقيق مشترك مع الجانب المصري فى هجمات إيلات والتي أدت لسقوط 8 إسرائيليين و30 مصاباً، وتبعها سقوط قتلى ومصابين مصريين بنيران الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ، على حد زعمه.
وأضاف عميدرور، فى تصريحات خاصة لإذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلتها أيضاً صحيفة "هاآرتس"، أن وزير الدفاع إيهود باراك أمر قيادات الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع القيادات المصرية حول التفاصيل الكاملة والإجراءات المقرر اتخاذها لعمل تحقيق رسمي مشترك فى الأحداث التى وقعت الأسبوع الماضي بالمنطقة الممتدة بين الحدود المصرية - الإسرائيلية المشتركة.
وجاءت موافقة إسرائيل على إجراء تحقيق مشترك مع مصر فى حادث مقتل وإصابة قوات الأمن المصرية بنيران إسرائيلية، بعدما أعلن رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدور فى وقت سابق، أن إسرائيل ترفض مطالب مصر بإجراء تحقيق مشترك، وأنها تفضل إجراء تحقيقين "إسرائيلي ومصري" منفصلان، وبعد ذلك يتم مقارنتهما ببعض للوصول إلى حقائق الحادث.
واعترفت صحيفة هاآرتس، أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن إجراء تحقيق مشترك للوقوف على ملابسات أحداث الحدود، جاء بعدما هدد مسئول مصري رفيع المستوى، القيادة الإسرائيلية بسحب السفير المصري فى إسرائيل ياسر رضا، وأكد لها أن حكومة رئيس الوزراء د.عصام شرف تجرى حالياً مشاورات جادة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة حول الإجراءات الواجب اتخاذها تجاه هذه القضية.
وأشارت "هاآرتس" وإذاعة الجيش الإسرائيلي إلى نتائج التحقيقات المخزية للجيش الإسرائيلي التى زعم فيها أن 3 مصريين شاركوا فى تنفيذ عملية إيلات، وبناءً على هذا أطلق الجيش الإسرائيلي النار بالخطأ على قوات الأمن المصرية، رغم أنه لم يتعمد ذلك مطلقاً.
ويأتي رضوخ إسرائيل للتهديدات المصرية ليؤكد مخاوفها التى ظهرت بوضوح من نجاح دعوات المصريين لمليونية طرد السفير الإسرائيلي من مصر، حيث أعربت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن هذه المخاوف، قائلة إن المصريين يستعدون لمليونية طرد السفير الإسرائيلي من مصر، لتكون إحدى "المجتمعات" المصرية التى يعبر فيها الشعب المصري عن مطالبه بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع تل أبيب وإغلاق السفارة نهائياً.
