مخاوف الحرب الأهلية تخيم على اليمن
صنعاء- إبراهيم العشماوي:
لليوم الثالث علي التوالي ووسط مخاوف من نشوب حرب أهلية, تجددت المواجهات المسلحة في اليمن- أمس- بين قوات الأمن ومسلحين تابعين للشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد في منطقة الحصبة بصنعاء بعد تعثر جهود الوساطة القبلية لوقفها.
وأوضحت مصادر طبية أن حوالي38 شخصا من أنصار الشيخ صادق الأحمر قتلوا في المواجهات وأصيب أكثر من200من أنصاره بينما أعلن مصدر أمني حكومي عن مقتل14جنديا وإصابة ثلاثين آخرين متهما أنصار الأحمر باقتحام العديد من المنشآت الحكومية والسيطرة عليها.
وأكدت المصادر أن من بين القتلي عددا من الأطفال والمدنيين من سكان المنازل المجاورة لمنزل الأحمر جراء تعرضها لقذائف هاون أطلقتها القوات الحكومية.
كما كشف شهود عيان أن الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر استخدمت فيها المدفعية وقذائف الآر بي جي وصواريخ لو المحمولة والقنابل اليدوية.
وذكت المصادر أن قوات الأمن الحكومية قامت بإغلاق جميع المداخل الشمالية لصنعاء,ومنعت دخول المواطنين إلي العاصمة, وسمحت بخروجهم.
علي الصعيد ذاته, قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنه لن يستدرج إلي حرب أهلية رغم الاشتباكات مع زعيم قبلي تضامن مع المحتجين المطالبين بتنحيه.
وقال صالح في تصريحات أمس أن ما حدث تصرف استفزازي لاستدراج اليمن إلي حرب أهلية ولكن هذا قاصر علي أبناء الأحمر وحملهم مسئولية إراقة دماء مدنيين أبرياء.
وأعلن أنه لن يغادر اليمن إذا تنحي عن السلطة, وقال بأنه لن ينجر إلي الحرب الأهلية, غير أنه أكد بأنه لن يقدم المزيد من التنازلات وبأنه سيقاتل كل من يهدد الأمن والاستقرار, كما أكد صالح بأن الوضع في اليمن شأن داخلي ويجب ألا تحال إلي مجلس الأمن الدولي.
وكان صالح قد دعا أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر إلي وقف اعتداءاتهم علي أفراد الأمن والاستجابة الفورية وإلزام عناصرهم المسلحة بالخروج من المباني والمنشآت العامة التي قاموا بمهاجمتها والسيطرة عليها, كما وجه الأجهزة الأمنية إلي وقف إطلاق النار والتحلي بمزيد من الصبر وضبط النفس وذلك بما يحقن الدماء ويحقق السكينة العامة في المجتمع.
وذكرت مصادر يمنية أن حكومة أوباما وحلفاءها من العرب والأوروبيين يعملون علي إعادة تقييم الدعم العسكري والاقتصادي لليمن, في سعيهم الدءوب إلي إيجاد سبل لإجبار الرئيس علي عبد الله صالح علي التنحي قبل اندلاع حرب أهلية.
وأخبر جون برينان, رئيس مكتب مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض, الرئيس اليمني في محادثة معه قبل أيام أنه إن لم يوقع, فسيضطرون إلي التفكير في خطوات أخري ممكنة.
وقال مسئولون أمريكيون وعرب إن هناك اختيارا متاحا وهو نقل قضية اليمن إلي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض عقوبات غير محددة.
واعتبرت الحكومة البريطانية أن استمرار الرئيس علي عبد الله صالح رفض التوقيع علي المبادرة الخليجية أمر مؤسف, معتبرة إن صالح يواجه الآن عزله داخليا من قبل قادة حزبه وقادة المعارضة الذين ابدوا التزامهم بانتقال سلمي للسلطة في اليمن.
وقال أليستر بيرت, وزير شئون الشرق الأوسط إن استمرار الرئيس صالح برفض التوقيع علي اتفاق السلام الذي توصلت إليه دول مجلس التعاون الخليجي يعتبر أمرا مؤسفا للغاية, وهو الآن يواجه العزلة عن قادة حزبه وعن قادة المعارضة الذين أبدوا التزامهم بالانتقال السلمي للسلطة. تمثل مبادرة مجلس التعاون الخليجي أفضل فرصة لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السياسية.