ما طرق علاج الغيرة عند الأطفال؟
دكتورة نبيلة السعدي أخصائية التواصل بالمركز المصري للاستشارات الزوجية
تسأل قارئه: لدى طفلة متفوقة في دراستها، ولكن هناك تلميذة زميلة لها دائما تحصل على المركز الأول، وابنتي تحصل على المركز الثاني، بالإضافة إلى أن المدرسين، يحبون زميلتها أكثر منها، فكيف أتخلص من الغيرة بين الأطفال؟
وتجيب على هذا التساؤل دكتورة نبيلة السعدي أخصائية التواصل بالمركز المصري للاستشارات الزوجية والأسرية قائلة: " الغيرة هي حالة انفعالية يشعر بها الطفل، ويحاول إخفاءها، ولكنها تظهر من خلال سلوك وأفعال يقوم بها الطفل، فهي خليط من الإحساس بالفشل والانفعال والغضب، والغيرة في حد ذاتها مطلوبة، ولكن بحد مقبول، لكي تساعد على التفوق والمنافسة، أما الإفراط منها فإنه يضر بشخصية الطفل، وهناك البعض يفسر الغيرة على أنها الرغبة في الحصول على شيء يمتلكه الآخر، وهذا غير صحيح، بل هي حالة تنتاب الطفل من القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما".
وتضيف دكتورة نبيلة قائلة: "وإذا كانت الطفلة تغير من صديقتها التي تمتلك عروسة مثلا، فذلك بالطبع لا يعود إلى كونها تريد العروسة كتلك التي مع صديقتها، ولكن الشعور بأن تلك العروسة رمز للحب، ونوع من الطمأنينة، والتي تتمتع بهما البنت الأخرى بينما هي محرومة منها، وعليه نستطيع قياس كل شيء يحدث بهذا التفسير".
وتؤكد دكتورة نبيلة قائلة: " الغيرة في الطفولة المبكرة هي شيء طبيعي، حيث يتصف الصغار بالأنانية وحب التملك وحب الظهور، وذلك لرغبتهم في إشباع حاجاتهم دون مبالاة بغيرهم، أو الظروف الخارجية، وقمة الشعور بالغيرة، تحدث فيما بين 3 إلى 5 سنوات، وتكون عند البنات أكثر من البنين، وتعتبر الغيرة خطرا كبيرا على المستوى الشخصي والاجتماعي، وللغيرة مظاهر سلوكية، مثل التبول اللاإرادي، ومص الأصابع أو تكسير الأظافر أو الرغبة في شد الانتباه، وجلب عطفهم بطرق مختلفة، فمن الممكن أن يتظاهروا بالمرض أو الخوف أو القلق أو العدوان".
وعن طرق العلاج توضح دكتورة نبيلة السعدي أن من طرق العلاج أن تتعرف الأم على الأسباب التي تؤدى بها إلى هذه الحالة، وتحاول القضاء عليها، أو تخفف من حدتها، وتحاول الاستعانة بأخصائي تعديل سلوك، في حالة وجود صعوبة في التعامل مع هذه الأسباب، أو الأعراض التي تظهر عليها، وأن تشعر البنت بقيمتها، ومكانتها في الأسرة والمدرسة، وبين الزملاء وتحاول أن تعلمها أن الحياة أخذ وعطاء، منذ الصغر، وأنه يجب على الإنسان احترام حقوق الآخرين، وأن تتعود البنت على تقبل التفوق والهزيمة، ويجب على الأم والأب أن يكونوا حازمين فيما يتعلق بمشاعر الغيرة، ولا يجوز إظهار قلق أو اهتمام حيال مشاعر ابنتهم هذه، ويعملوا على بعث الثقة فيها، وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عندها، وإظهار أحسن ما عندها بصورة دائمة، والقيام باعتيادها على المنافسة الشريفة وتقبل الهزيمة بروح رياضية، وتقوم الأم بالتحدث إلى المدرسة، حتى يكون هناك مساواة في المعاملة داخل الفصل، وهذه مسئولية المعلمة والمؤسسة التعليمية بأكملها، وتقوم الأم أو المعلمة بعدم المغالاة في مزايا بنت أخرى أمامها، بالإضافة إلى تنمية الهوايات والمهارات، التي تتمتع بها البنت والتي تنفرد بها عن غيرها.
وأهم شيء هو عمل حوار مع البنت حتى تفهم أن الكمال لله وحده، وتقول الأم أيضا لصغيرتها: إن الفتاة التي تغارين منها على سبيل المثال ليس لديها أم مثلك، أو كذا أو كذا، وتعددي من مميزات موجدة حقيقة هي فقط التي تتميز بها عن زميلتها الأخرى، فالحوار يعرفك اتجاهات ابنتك، وكذلك يقرب بين البنت والأم، ومن هنا يصبحان أصدقاء، لأنها في أزمة نفسية، وإذا تخطتها، وأنت معها، فذلك يزيد من الترابط بينكما، وبالتالي سوف تتخطى هذه الأزمة، وكذلك مرحلة المراهقة بسلام".
ويمكنكم التواصل من خلال health@youm7.com